كنت ذلك الشخص الذي تُحزنه كلمة..
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد
كيف لهذا أن يخدعني باللقاء مبتسمًا ثم يتحدثُ عنّي في ظهري بما لا أحب، كيف لهذا أن يُهدر إحساني وتفانيّ في التودد له، ثم ينصرف عنّي يومًا بقلب بارد لا يرققه معروف ولا تأت به ذكرى، كيف لهذا أن يبتسم ويتظاهر بتمنيات الخير ثم تفضحه عيناه بلمعة الحقد وإن أخفى عند أول نجاح، أو عند القرب من مساحته التي أنافسه فيها!
أليس كلهم في البراح ملائكة ما دمت بعيدًا عن دائرة المنافسة؛ فإذا ما اقتربت ولو صدفة تحوّلوا إلى أفاعي تشتهي لفظك بكل خبث ووضاعة!؟
الآن وبعد عدد لا بأس به من السنوات؛ تصالحت مع الإنسان وطبيعته وكأني صرت شخصًا آخر، أرى من يكذب وأضحك له، من يحبك القصة ليتظاهر وأصفق له، التقي بمن خدعني في شارع وأسلم عليه مبتسما ولا أكلف نفسي عناء أن أشعره بأنه مخادع، اكتشف حقيقة من توقعت في نفسي أنه يخفي وراء تودده شيئ ما ولا أرى نفسي حكيما أو قارىء فنجان، وإنما هي فكرة التصالح التام مع طبيعة الانسان، الذي هو أن، هكذا خلق؛ يكذب ويطمع ويغتر ويخاف ويحرص ويكمن فيه الخير والشر ..
تمامه إذا بعد كل صفعة يهديها لي ألا يُكره ولا يُحب. بل يُنسى ويُعتزل، فالأيام علمتني أن أفتح باب المخيلة لكافة الإحتمالات، وما يقدمه لي التاريخ والإنسان من مفاجآت، لأنه ليس للهاوية من قرار، وأنه لم يعد هناك ما يكفي من الوهم، لأخاف خيبة الأمل، ولعل ذلك هو ما تبقى لي من أمل: أن أحصّن نفسي ضد الخيبة.
Post A Comment: