رسالتها الأخيرة.. 
بقلم الشاعر أ. فتحي يحيى


هل انت مغرقتى فى بحر الهوى 
أم أنكِ طوقُ النجاه
هل أنت قاتلتى بآلام الجَوَى
أم أنكِ أنت الحياه
حين افترقنا
لم يعد فى القلب غيرك محتوى
والشوق يأتى سهامه قدرِ الرماه
كان لقاءنا الأخير عند النافذة الشرقية
 المطلة على البحر فى سان جوفانى
كانت طيور النورس تطير فوق الموجِ
وفوق صدفاتِ الرمال
لاأدرى ان كانت تودعُ عشقنا
وهل من وداعٍ باحتفال
لا أدرى كيف كنت مواجها ومعانداً
أم كان ذا كبرُ الرجال
لكنك ماأن رحلتى ونسيتى شالك الحريرى
حتى اختطفته واحتضنته
أصبحتُ كمن ترك الحقيقةَ للخيال 
عشرون عاماً أمامى الآن فى صالة الإنتظار
مصادفةُ أخطرتنى أننى قيد الحياه
هل ذاك انت أم خواطر الأسحار
أم أن حلم قد تحقق منتهاه
أنتِ فى انتظارِ قدومَ مسافر
وأنا فى انتظار قطارى المغادر
نحوك خطوتُ وكأننى مراهق
لازالتُ فى طور المشاكسُ والمغامر
وتدفقت كل الذكريات
كل المشاعر والخواطر
لأول مرةٍ يكونُ التناقضٌ موعداً للقاء 
بين انتظاركِ وانتظارى تناثرت أشياء
وتجمعت أشياء
أنا الآنَ ترى عيناى ساحرة النساء
أنا فى موطن الورود
 فى شاطئ الخلود
عالقُ بين الأرضِ وألحان السماء
بين تراتيل الصباح وأغنية المساء
انا فى حضرةِ أجمل من خُلِق
فى رهفِ العذوبةِ فى عرش الحياء

 تمنيت أن تتوقف الساعة 
فالفاصل الزمنى قصير
تمنيت ان أستنشق طويلا من طيفها هذا العبير
أن أحادثها عن عصرها الماسِى
عن ندمٍ صار فى كتبِ الأحبة كالأثير
ولكن فى الخطوة الأخيرة وصل قطارُ حبيبها
احتضنته وغادرت ولم تنتبه حتى بأنى رأيتها
وعرفت أننى سأعيش معتذرا لقلبى
عن قصيدةِ بعدٍ
انا الذى بالإصبعينِ كتبتها
نادى المنادى انا قطارى قد وصل الحدود
حين وصلت لمقعدى جلست فى صمتٍ
وفى جمود
تذكرت رساتها الأخيرة
من رحل أبداً لايعود  

Share To: