نبذة عن رواية "رجل بلا صفات" التي تصور تناقضات العالم المريض
وضع موزيل فى روايته تصوراً أخلاقياً، يحتج على عالم دنيء يرحّب بالقتلة، يصير الانسان ذئباً ويدفع من رفض "الحيوانية" الى الجنون، تغدو الحياة اليومية، فى هذا التصور، مجالاً للمرض، بقدر ما يصبح ما هو نقيضها مجالاً للفن، الأمر الذى يحوّل "المرضي" الى مقولة جمالية، طالما ان الرواية تتعامل مع "واقع الفكر" لا مع "الواقع الخام"، الذى لا يقبل الفكر بالتعامل معه. ينطوى جوهر الحياة اليومية، وهى مبتذلة ورخيصة لزوماً، على المرضى والأمراض، ويقول العمل الفنى بـ"إنسان معزول" لا ينتظر شيئاً، جوهره العمل الفنى الذى جاء منه. جوهران متعارضان، لا جسور بينهما ولا حوار، ذلك ان العالم الذى "لا صفات فيه" هو عالم الموتى وعالم الذين فقدوا عقولهم وأرواحهم.
Post A Comment: