أعمَى الذي لا يرى إلا بعينيه!
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد
تعرف سوء التفاهم الدائم اللذي نشعر به في علاقاتنا؟ ذلك الإحباط اللذي نصل إليه بعد ساعات من الشدّ والجذب والعتاب واللوم على أمل أن يفهم كل طرف منّا الآخر؟ ورغم أن كلا منّا يرى الآخر رائعا، إلا أن النهاية غالبًا ما تكون حزينة! لأن كل منا لم يكن يعرف عن الآخر إلا الكلمات التي يقولها..
إن الإنسان ياصديقي لا يُعرَف بمجرد الكلمات التي تخرج منه! فالاحاديث المحشورة داخل صدره أكثر! وإن كنا عاجزين دائما عن قراءة صمت الآخر قبل قراءة كلامه! فلن يحدث ذلك التفاهم الروحي والألفة بين اثنين، ولو عاشا عمرًا كاملا على قيد المحاولة!
إن أنضج الحب هو اللذي يقوم على إحساس الإنسان بالآخر وفن الإصغاء إلى أعماقه، لأن لغة الانسان لا تتكون من حروف فحسب، بل خليط من كلمات ومشاعر وتعابير وصمت!
لذلك يعجبني تفريق اللغة بين رؤية الشيء وبين إدراكه، فقد ترى شخصاً وتشاهده لكنك لاتدركه، لأن الإدراك يأتي بمعنى الإحاطة، وما أكثر من يشاهدك وتشاهده وما أقل من يلامس روحك وتلامسه!
Post A Comment: