(طرائف الشُعث) 
بقلم الكاتب أ. عبدو ربه الكسيري الكوشي من المغرب 



حدثنا الأشعث من جرف البدلاء فقال: "زرت وَ خِلِّي بعضا من الشعاب، قرب لحد كهيئة الخراب، طلقاء في العراء، بلا مشرنق تراكم كالقثاء، نلوط حوض النار، بروث الأبقار، سريع الإضرام دني الخِطام، و اليم جارنا المكرم، صفيقا بموج يتلاطم، حتى علا دخان موقدنا من احتراق، و لاح مارجه من انطلاق، فكان الإبريق مستوي القعود بين مرصوص الأوتاد..نعد المعتق من شاي، و الريح نغمها عزف من ناي، فلا نزوح من حضرته، أو تبرم من خلوته، فنسائم الأجاج، معدلة المزاج، عميمة بالفجاج، فلا كدر بالمكان أو بروق الزمان، غير انسلاخ من كل اتساخ، فالخلوات ابتعاد و تعبد، كفيض من روح يرشد، نزور الهنا و لا نغبّ، نلقينا فيه فلا يُجَبُّ، فهل كنت تغادره يا صاح؟ أم لك في غيره من ارتياح؟ قلنا : "كفاك أيها الأشعث، إنها تطوقنا و تنفث، و ليس لنا جهد، فالسير مكبوح و مقيد" فما كدت أفرغ حتى أنشد يقول

مرادي حيث أفراحي يهيب
يواري إذ يُعزِّ فلا يعِيب
تغازله الزخارف و الحبيب
فلا نسف العناء بجاه يريب 
و قد غلب القِلاع بليّ حرفي
فوجدي إن فعلت به ضروب
و إنْ تقعِ القروح ببعض روحي
فلا جاءت هنا فيه العيوب
زماني حيث أحزاني تطيب
يغالي من حبيب فلا يغيب
يداري من جرحت به نفسي
فطهري إن فعلت به تُنيب

Share To: