خاطرة(رائحتك جميلة) 
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد 




قبل فترة أوقفتني حسناء أربعينية في شارع وقالت لي بلا مقدمات -رائحتك جميلة- بعدها بيوم حدث لي نفس الموقف مع أخرى، حقيقة تعجبت وظننت نفسي - توم هانكس- وجعلت أتفقد أناقتي وجمال وجهي في المرآة، متباهيا بسيطرتي على حفيدات نابليون. حكوت ما حدث لصديق، فنبهني إلى معنى دمر كل أوهامي!

قال إن الحسناء لم تقل لك رائحتك جميلة على اعتبار أنك سي -توم هانكس- كما تعتقد، بل لأن الرائحة التي تضعها الآن، كانت من أكثر الروائح انتشارا في الثمانينيات، وربما ذكرتها بزوجها الراحل، أو بوالدها أو بعزيز كانت تحبه، فالغزل للرائحة لا لجمال عيونك!

وفي الحقيقة وهو صادق! فمن أعظم الحواس التي نملكها كبشر حاسة -الشم- وللرائحة علاقة مذهلة بمشاعر الانسان، كأن لها خصوصية بعث الذكريات المحملة بمشاعر قوية، ونحن نظن أنها تلاشت منذ زمن بعيد، كعطر زهرة، أو رائحة خزانة قديمة، أو غبار منسي، أو رائحة الخبز أو عطر عزيز راحل، أو رائحة محبوب، أي رائحة تشبه شيئًا من تلك الروائح أو تقترب منها، عبارة عن استحضار غامض يجعلنا نسترخي حنينًا الى الماضي!
Share To: