(من أعظم النعم على الإنسان أن يُحِب ويُحَب) 
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد 




من أعظم النعم على الإنسان أن يُحِب ويُحَب، أن تقرر الحياة في لحظة ما أن تمنحك المعنى بعيشها من خلال إنسان تحبه.

فالحب ليس مجرد تجربة لتقاسم الوقت وتبادل العبارات الرومانسية بين المحبين وتلك الطقوس الرتيبة، بل له آثار تتعلق بذات الإنسان نفسه ومدى قدرته على فهمها واكتشاف خباياها وأسرارها. 

فمن يحبك بصدق يستخرج منك الأشياء الجميلة التي لم تكن تتخيل أنها فيك، يجعلك أهدأ بالًا، ويمنحك القدرة على أن تحب نفسك وتفهمها أكثر.

 لأن تجربة الحب من أكثر تجارب الحياة اتساعا وامتدادا، فهو ينبش في ماضيك ويتعمق في مخاوفك وآمالك ورغباتك ويعيد تشكيل وجدانك.

لهذا قد تجد إنسانًا قاسي القلب، جلف الطبع، عديم الذوق، وما أن يمس قلبه الحب، إلا وتراه رقّ طبعه وتغيّر أسلوبه وتعمق إحساسه ونزل دمعه بعد جفافه. وكل ما كانت تجربته مع محبوبه صادقة وعميقة، كلما كان أقرب لنفسه وأكثر معرفة وفهما لها.

لذلك كانت الكراهية بكل أحوالها مذمومة حتى ولو كانت تجاه من أساء إليك، لأنك لا تحب الآخر لأجله فقط، بل لأجلك أنت قبله، لتحمي قلبك من الاغتراب والجهل بالذات ومن الموت.



Share To: