سندباد العشق.. 
بقلم الشاعر أ. مؤيد الشايب



ما عدتُ أعرفُ وُجهَتي وطريقي

وأُحسُّ أنَّ الكونَ غيرُ حقيقي

لا تَحرميني من نبيذِ العشقِ بلْ 

صُبِّي لنا كأسًا من الإبريقِ

الخمرُ في بوحي مجازٌ خالصٌ

أنا لستُ لستُ بعاشقٍ زنديقِ

أنا كيفَ أدركُ حالتي؟ هذا الذي 

أحْسَسْتُهُ صعبٌ على التصديقِ

وكأنَّ ما في العقلِ سِحْرٌ خَارقٌ

لمشعوذٍ أو ساحرٍ إِفريقي

فأنا رأيتُ الفيلَ يحضُنُ بطَّةً

والنمرَ يمشي مِشْيَةَ البطريقِ

وسمعتُ أسئلةً تلفُّ، تدورُ بي

وكأنَّني في غرفةِ التحقيقِ

في عهدِكِ الميمونِ قامتْ دولةٌ

للعشقِ قربَ الساحلِ الفينيقي

عينايَ تخترقانِ أجملَ جنَّةٍ 

ما ملَّتا أبدًا من التحديقِ

لهواكِ أجنحةٌ تروحُ، تعودُ بي 

لليومِ ما تَعِبتْ من التحليقِ

أنا سندبادُ العشقِ بحري واسعٌ

ومراكبي وصلتْ إلى البلطيقِ

هل قلتِ للعينينِ أن تَتَكبَّرا

وتمزِّقا إلياذةَ الإغريقِ؟

هل قلتِ للشفتينِ أن تَتَجنَّبا

دوَّامتي وعواصفي وحريقي؟

مذ أقبلتْ عيناكِ روحي زغردتْ

وتزنَّرتْ بزمردٍ وعقيقِ

مذ أمطرتْ شفتاكِ أرضي أورقتْ 

وتعطَّرتْ بقرنفلٍ ورحيقِ

لا تَكتُمي الأشواقَ، كوني حرَّةً 

وطليقةً في سُلَّمي الموسيقي

فغدًا سَتَمْتَلكينَ درعَ عواطفي 

وكواكبي سَتضِجُّ بالتصفيقِ

لا تتركيني للجنونِ وجدِّدي

عصري بحبٍّ صادقٍ وعميقِ

إني نَفَضتُ حرائقي وبُعِثتُ من

مُدُنِ الرمادِ كطائرِ الفينيقِ




Share To: