أنكرني البحرُ وكان خليلاً من صِغَرِي
أنكرني الموجُ أراح يُسُر إلى غيري؟
والصخرُ الخاضعُ للأغرابِ تَنَكَّرَ لي
أتراكَ هَرِمْتَ أم استسلمتَ إلى القهرِ
كَثُرَ الأغرابُ على شطآنِ مدينتنا
ما عاد المدُّ يتوقُ إلى نور البدرِ
وتجافى عن أقدامِ الناس ليلفظها
ما كان الطُهْرُ يلامس أقدامَ العُهْرِ
ألفيتُ مكاناً لا تَحْتَلُ مَدَاخِلَهُ
أجياشُ الطامعِ والمحتالِ على البحرِ
ووجدت هدوءاً بين الصخرِ يُذَكِّرُنِي
بخوالٍ كانت أحلى أيام العمرِ
وسألتُ الموجَ أحقاً أنك تجهلني!؟
فأجاب وكيف وأنت رفيقٌ بالدهرِ
أنكرتكَ حتى لا تتشابَهَ والدنيا
ووثقتُ بأنك آتٍ آتٍ في الفجرِ
لتلومَ الخِلًَ على الهجرانِ وتَنْهَرَهُ
وأنا لا أُنْكِرُ عهدَ الصحبةِ في الخيرِ
لكنّ الصبحَ ظلامُ الليلِ يُكَبِّلُهُ
وأنا مطعونٌ في جَنْبَيَّ ولا تدري
إن جئتَ بعامٍ بعد العامِ ستفقدني
وسترحلُ مثلَ رحيلِ المَرْكَبِ والطيرِ
وَدِّعْنِي اليوم وصُبَّ الدمعَ يعانِقُنِي
وارسمني إن عَزّت لقيانا بالحِبْرِ
فسيحتلونَ مكانكَ هذا من غَدِنا
فاللصُّ رآنا سوفَ يجيءُ إلى الغدرِ
وسينصبُ فوقَ لقاءِ اليومِ مَرَاقِصَهُ
وحياءً منك سأنكرُ عهدكَ يا شطري
فاكتبني بين قصائدِ حُبّكِ ملحمةً
ليظلَّ الوجهُ المشرقُ مني في الشعرِ
Post A Comment: