هناك صعوبة في وصف السمات الدقيقة للجمال، وتعسّرٌ شديد في وصف أشكاله ومباهجه وتضاريسه.
فالجميل بحد ذاته مشهدٌ لافت، ستنتقص من قدره كل محاولات الوصف، كما لو أن الافتتان الذي يثيره هو الشرح الوافي، لذلك لا تمنح مساحيق الزينة أصحابها أي معنى.
فالجمال ليس الصورة فحسب، بل له معايير تخضع لمؤشرات خفية، ليس في مجرد تناسق الملامح؛ بل في حركتها، في تعابير الروح الخفية وإيقاع الشيء؛ فيحدث ما نسميه نحن بالجلال حين نعاينه!
كأن ترى عينين لفتاة بالغة الحُسنِ فتشعر أنهما تستطيعان أن تتخذا جميع الطبائع والتعبيرات في وقت واحد، وأنه لا يمكن أبدًا أن تخضعهما للمعايير الطبيعية للانجذاب والذوق.
الجمال هو قوة الحضور أمام محدودية الكلمات هو تعذّر الشرح والانسجام التام مع شيءٍ يلتصق بذاكرتك ولا يغادرها للأبد، وأنت لا تعرف تحديدًا لأي معيارٍ قد سلَب قلبك.
الجمال لا يحتاج لوصف بل لصمت، يحتاج إلى التجلي وإشراق الروح، إلى بصيرة لا إلى بصر، إلى نفس تعرف جيدًا كيف تلتقطه وتحترمه وتوقره بلا ابتذالٍ معناه وكثير شرح!




Post A Comment: