كثيرة هي الاوهام والمغالطات التي احاطت بالحضارة المصرية القديمة ، فهي من حيث الاعتقاد وثنية معددة ، ومن حيث الاخلاق متجبرة طاغية ، والحقيقة التي اكدتها البرديات القديمة ، أن القدماء المصريين موحدون ، يؤمنون بالله الواحد الأحد وبكل التشريعات الالهية ، التي جاءت بها الكتب المقدسة بعد دلك ، من عقيدة وشريعة وعبادة وجدت مفصلة في " كتاب الموتى " الدي يعتبره كثير من المؤرخين وعلماء الاديان أول دين سماوي عرفته البشرية ، خاصة وان اقدم اثاره ترجع الى ماقبل فجر الحضارة نفسها اي قبل الأسرات سنة 4100 قبل الميلاد .
كان شعب مصر يؤمن بالله الواحد الأحد ، ودلك التوحيد هو الدي بنى حضارة مصر القديمة ، وفي كل مرة حاول المصريون اقامة الدولة ، كانت الفكرة الاساسية فيها توحيد العقيدة والايمان بالإله الواحد ، وهدا مايحل لنا اللغز الدي حير المؤرخين وعلماء الأثار ، وهو ظهور الحضارة المصرية القديمة كاملة النمو بمعرفة متكاملة في مختلف العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية والطب والفنون والأداب والعمارة ، والأعجب من دلك تكامل العقيدة بتوحيد الإله " رع " رب الأرباب وخالق الكون ، ورمزوا لقدرته بقرص الشمس وعبروا عنه بالقوة الخفية الكامنة التي تهب الحياة وتسير الكون .
لقد تم تحريف تاريخ مصر القديم ، بواسطة مفاهيم خاطئة لليهود والعلمانيين ، وفي هدا يقول د سيد كريم : " ان الفراعنة لم يعبدوا الهة متعددة ، حيث عبدوا الها واحدا فقط ، ولكن الاجانب لم يفهموا ان المصريين كانوا يرمزون الى صفات الله ، فهدا هو اله الخلق اي الخالق ، وهدا الدي عرفه الاجانب بإله الموت مجرد صفة للمميت ، والسبب بسيط ان الفراعنة كانوا يرمزون للأسماء بالصفات ، وبالتالي كان للفراعنة إله واحد هو " رع " وهو رب الارباب ، وخالق الكون ، ورمزوا اليه بالشمس دات الأجنحة وأسفل منها ثمانية تحمل عرش الإله رع وهم حملة العرش " .
هل من الوثنية ان تترنم مصر بهدا الدعاء المأثور عن عهد " أمنحتب الثالث " : " ايها الموجد الدي لاموجد له ، ايها الواحد الاحد الدي يطوي الأبد " ، وعند الحساب يقول المصري كما جاء في كتاب الموتى : " لم ارتكب مايغضب الإله ، لم اتسبب في بكاء احد ، ولم اتسبب في حرمان انسان من حق له ، ولم انقص المقياس ، ولم اطفف في الميزان ، ولم اختطف اللبن من فم الرضيع ، ولم اطرد الماشية من مراعيها ... ولم أعترض على ارادة الله " .
ويؤكد الفيلسوف روجي جارودي سبق التوحيد المصري التوحيد العبري فيقول : " في نشيد الشمس لاخناتون يعبد الله خلف كل صورة ، باعتباره خالقا متفردا لعالم الطبيعة ، ولتاريخ البشر ، وباعتباره الها واحدا ، ليس معه اله اخر ، وهدا تعبير عن التوحيد الحقيقي ، ان الاضافة المصرية الى ميلاد الوحدانية واضحة ، حتى قبل اخناتون في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، لدرجة أن المزمور الرابع بعد المائة في التوراة يعيد بصورة دقيقة  " نشيد الشمس " .
فكتاب الأبواب المصري ، وقصة " الرياح الأربع " ، والنصوص المنقوشة والمرسومة في مقابر وادي الملوك ، ولا سيما مقبرة سيتي الأول ، مند ثلاثة وثلاثين قرنا ، يرينا دلك كله كيف كان اسم الاله يرد دكره فيما يجري من حوار بين كهنة اوزيريس ومساعديهم ، خلال احتفالات المسارة التي كانت تقام في معبد ابيدوس .
ان من الفراعنة من كدب الرسل ، لانعلم منهم الا فرعون موسى " رمسيس الثاني " ، لكن القرأن الكريم لم يحدثنا ولو لمرة واحدة ، أن الفراعنة بصيغة الجمع كلهم كدبوا بالرسل ، كما أنه لم يقل مرة واحدة إن المصريين كدبوا الرسل ، بل وكيف يكدب كل المصريين على مدى تاريخهم القديم كل الرسل على كثرتهم واختلاف أوقات نزولهم ؟ .
والحقيقة التي لايماري فيها عاقل ، ان مصر كغيرها من الأمم التي ارسل الله إليها رسلا ، منهم من آمن ومنهم من كفر ، وان الحضارة التي دونت كل حياتها أتبخل على كتب الله المقدسة بالتدوين ؟وما تلك الكتب المقدسة التي عثر عليها مكتوبة على برديات مصرية قديمة ؟ أهي من صنع البشر؟.
ان كثيرا من نصوصها لا تملك أن نقول عنها ، الا كما قال النجاشي عندما سمع القرآن : " هدا جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة " .



Share To: