رطوبةٌ... شمسٌ حارقة... ونظراتُ تساؤل ودهشة!...
محطّةُ انتظارٍ وارتحال... والناس من كل حُبٍّ وحالٍ...
وصديقتنا، كسواها، عزمت الفرار، يُداخلها نارٌ ورماد.
على المقعد الغريب ارتمَت، وغاصت بين دفاتر النسيان.
الازدحام الشديد سلبها بعضاً من الصور المتراكمة، وشتَّت خَفْقَ ظلالٍ بدأت ترتعُ في الأعماق.
وخلف قضبان الانتظار...
تراءى الحنينُ نهداتٍ... وتهادى تتلاطمه عَبراتُ ليلٍ حزين.
بين خفقاتِ سكونها ارتحلت، فلم تلحظ قاطراتٍ تَعْدو بوَحشيةِ زمنٍ انقضى.
كانت تطارد خيالاً، جمع بين حناياه ألف روايةٍ وقصيدة... إلى أن رأت نفسها عابرةً في زمانٍ ليس زمانها... وفي غير مكان...
تاهت... غاصت في روحها... وغَدَت وتراً في قيثارةِ عمرها الشَجيّ.
أصواتٌ غريبةٌ تردَّدت أصداءً، وبعثرَت بقايا صورٍ عصفت بالبال.
فاجأتها الوجوه المترامية هنا وهناك !!!
تململت في جلستها ، ثم عادت لتغرق في عمق السكون.
لمحت في شرودها ذاك الطيف الغريب يبتسم، فضربها إعصارُ شوقٍ عنيد...
وإذا بها، تتساقط حنيناً، وتذوب عبقاً في زوايا المكان.
وقبل أن تتراقص على وقعِ اللهفة، حملها الصخبُ إلى واقعٍ مُقفر...
تأملَت حولها فإذا بها حبيسة وجوهٍ ونظرات.
أربكها الوجوم... وراعَها ما عصف بمشاعرها من غموض.
وحتى لا تُذعِنَ للوَهَن... أصغَت لخَفقِ الخيال.
ومجدداً...
رحلَت بعيداً عن ضوضاءِ الشَجَن، وارتَمَت طفلةً بين سكناتِ الحُلُمِ.
غاصَت في أعماقها، وهاجرَت خلفَ سرابِ ذاتِها، في انتظار محطةٍ تستكينُ فيها من عناءِ السفر الطويل.
#في_القاطرة



Post A Comment: