أولا أعتذر عن الصورة السوداوية التي تؤكد ان الموت حاضر وبقوة بيننا في هذه الأيام...ربما لأن الطريق العام أمام سكني يؤدي الى مجموعة مدافن الطوائف المسيحية..فبتنا نسمع كل يوم اكثر من مرة الموسيقى الجنائزية التي ترافق الموتى الى دارهم الاخير....وما نقرأه من نعوات على الفيس أيضا...
ما أريد قوله أن الموت ليس بجديد..هو مصير كل كائن..ان طال عمره او قصر...وحتى في الايام الخوالي التي خلت من الحروب والأوبئة كان موجودا وهو زائر غفلة..لا تعرف موعد زيارته...ويقال الموت واحد وإن تعددت الأسباب...ما أقوله ليس لإحباط أحبتي بل بالعكس للقول لهم، مهما كان إيمانكم، لا داعي للخوف والتوتر من هذه الجائحة...نحن بإهمالنا لمقاييس التباعد الصحي أوصلنا الأمور لما هو عليه...وسببنا لأنفسنا فقد أحبة لنا...
ما لاحظته من معارفي وكثر هم مصابين او تعافوا أن المرض قد يأتي خفيفا يستطيع الإنسان ان يقاومه...المقاومة تأتي من مناعة الجسد ومن مناعة الروح...والوهم والخوف قاتلان أقسى من الفيروس نفسه...أعطيكم مثالا..البارحة داومت..كان عندي محاضرة في الجامعة..حاول اولادي واهلي منعي من الخروج والاختلاط ..وطبعا لم ارضخ لمحبتهم فهم خائفين علي لاني أعاني من مشكلة صحية مزمنة...ولم ادع الخوف يغلب ارادتي...وكانت المحاضرة جميلة نسيت خلالها العالم الخارجي بأوبئته ومشاكله وعدت الى بيتي بطاقة إيجابية جميلة...طبعا اخذت كل الاحتياطات الواجبة لي ولطلابي...ما أريد قوله ان الموت لا يمنع الحياة بل هو الخوف والاستهتار بما يقوله العلم والطب....



Post A Comment: