من الألوان الجميلة والملفتة للأنظار هو اللون الوردي ما يترجم بالعبارة الفرنسية "rose bonbon" "روز بونبون".وهذه العبارة مركبة من كلمتين روز او اللون الزهري الواعد بالنعومة والفرح والأنوثة..و..و..وبونبون اي قطعة السكاكر وما كان من السكاكر باللون الوردي يثير شهية من يحب السكاكر مثل الأطفال...والحقيقة لهذه العبارة رغم مدلولها الإيجابي من فرح و طعم لذيذ فهي تحمل بعضا من السخرية عندما تنسب لمفهوم اللطافة وكل من ابتلي بهذه الصفة الإنسانية الراقية بالأصل والتي تجعل حياة الناس سهلة ووردية بالفعل لأنها تمتص الشحنات العدوانية والسلبية المختلفة من المجتمع ومع ذلك ما أنتجته المجتمعات المعقدة في مصالحها من قيم جديدة، قيم قد تكون سلبية بمعظمها او على الأقل حذرة جدا تجاه التعاطف الإنساني والعفوية المنزهة عن كل تخطيط خبيث كان ام لا، جعلت هذا التعبير المغري الجميل في تصنيف "الساخر"من العبارات...فإن كنت لطيفا مع الآخر فذلك جميل ولطيف ومن خصال الطيبة." الطيب " هو إن نسب للإنسان فهو الوديع النقي والبسيط بكل ما تحمل هذه المفردة من دلالات تقبع في الحدود المتأخرة من الحقول الإيجابية لتجاور السلبية منها...فمجتمع الوقت الحالي لا مكان فيه للطيبة، وإن كنت طيبا ثم طيبا كقطعة السكاكر بونبون المفردة المؤلفة من تكرار صفة bon bon مرتين اي طيب ولذيذ الطعم فأنت مأكول لا محالة...
الحقيقة تداخل وترابط في تركيب المفردة وفي دلالاتها الموزعة بين حقلين دلالين بالأصل بعيدين عن بعض ولكنه ترابط دقيق وذكي ما يثير تساؤلات مشروعة حول مفهوم اللطافة في سلوكنا التي غالبا ما تجر علينا الخيبات...ومع ذلك هي لا تزال الجزء النقي من نفوسنا...لولاها لفقدنا قيمة "إنسانيتنا"...
ما رأيكم.



Post A Comment: