أول امرأة احببتها
كانت كغيمة
والغيوم بطبعها تسوقها الريح
هكذا بكل بساطة
قبل ان ينتهي الخريف غادرت وتركتني بانتظار ان تدور الارض قليلا وتعود
لكنها امطرت في زاوية معتمة
والقوا عليها الالواح
فغاضبت الحياة وماتت في الرواية
آخر الغيمات
كانت صغيرة بحجم قبضتين وعناق
حملتها مرتين
مرة على كتفي
ومرة حملتها على الفراق
كتبت النعي في مذكراتها
وقالت
اليوم مات اخر الرجال بقلبي
وانا ما زلت حيا منذ ذلك الوجع
اتنفس اسمها في طفلة ترقص على فرحي
واتنشق عطرها الى رئة ثالثة
كل المواسم التي انتظرت المطر
لم تسعف نفسها
هاجرت عن البئر القريبة
وامتطت حصانا لا يقبل السرج
فسقطت عند اول منعطف للحقيقة
ضحية للذكريات
اخر امرأة احببتها
قالت اني كنت جبانا امام الحب
لم اخلع قميص قلبي
ولم نستبق الابواب
كلانا كان احمقا يدعي
والحكاية اكتملت
وكانت من حظ غبار ادراج الخزانة
داخل حزمة من ورق
الربيع الآتي
كان قد اخبرني انه لن يتاخر ككل عام
قرر المجيء سريعا
وفي لحظة اللقاء
جلس بيننا الشتاء
وكان طويلا
حيث تختلف افعال المضارعة مع افعال الماضي الناقصة
فنبت القمح على شفاه التوت
فكانت من حظ الجياع
اما نحن
انا وانت
احدنا مات في قلب صاحبه
والحي حمل الجثة بداخله
وذهب يفتش عن موت جميل



Post A Comment: