وأظَلُّ أهْجُدُ يا زُحَلْ
بهزيعِ روحي
إذْ أراكَ على مَسَارِبَ من لُجَينِ الفجرِ تبتكِرُ القَدَرْ
وبغيرِ نَجمٍ للمجرّةِ قد وصَلْ
وترى عرائسَ زهرتي
فتميلَ شمسَكَ نحو إيقاعٍ يَقِضُّ مَضَاجِعي
ليحيلَها ضَرْبُ المَثَلْ
وَ يرفُلُ البحرُ المُزنَّرُ  في تَبَاريحِ الوداعةِ
فإذا انجلى لا يُنَازِلُهُ البَدَدْ؟!
 سأجُوبُ تَسْبيني السّحائبُ يا مَلَكْ
أطفو  و إنْ رَدَموا السبيلَ إلى وِصالِكَ بالرَّمادِ وبِالوَجَلْ
 إنِّي.. وإنْ-فوقَ الوهادِ- ترنَّحَ الأفقُ البعيدُ مِن المَدَدْ 
 إنِّي.. وإنْ سَجَدَتْ – ينابيعُ ابتهالاتِ الأثيرِ  إلى  جمالكَ- للمَلأْ
وَتَضَوَّعَتْ وَتَطَيَّبَتْ جهةُ التّناهي والتُّخُومْ..!
**
سُبْحَانَ مَنْ هُوَ  ساكنٌ 
مَنْ يُطلِقُ القلمَ السَّجينَ مِن القلوبِ .. إلى المعالي
 حانَ بيت ُالشِّعرِ يَمْتَاحُ الدليلَ من المدى
ليطُوفَ قوسُ اللهِ مُبْتَهِلاً على قُزَحِ البَرِيَّةِ خلفَ تَيَّارِ البياضْ
وتُعَزِّزُ الغَرَّاءُ معناها فَيََرْتَعِشَ الهوى
فيضٌ يُسافِرُ نحو غِزْلانِ الضُّحَى
والصوتُ مِئذنةً يُطيِّرُهُ الأذانُ إلى معاليكَ التي
قدْ هَزَّها الجِذْعُ المُبَارَكُ لامتلاءِ الزَّيزَفُونِ
وقد غَدَت أزهارُه ثمراً .. صلاةْ
قِدِّيسةٌ تلك المدينةُ أحْتَوي فيها
مُكَابَداتِ الكُسُوف
وأحملُ الشَّمسَ .. الخيال
إلى جداولِكَ المَسَارْ
والكوكبُ المثقوبُ مِن وَأَدِ الأنينِ
يَمِدُّ مِن شوقي  يُكَلِّلُنا التَّوَهُّجُ ليلةً
تنأى على قمرِ انتظارِ غَياهِبِ السَّبْعِ الطِّباقِ والانْدِثارْ !
***
تتزاحمُ الرؤيا على هُدْبي فلي
بالعومِ في كفَّيكَ تحت غَوَايةِ الماءِ المُخضَّبِ مِن مداراتِ الرأسْ ..
في ما تبقَّى من سماءٍ.. همُّها
إذْ تكشفُ الأضدادَ في كَهْفِ العَدَمْ
وإذا وَصَلْتُ تحَسَّسَتْ شفتي ثُريَّاتٍ تُطوّقها ارتعاشاتُ الطَّلَلْ:
وأرى ..ولا زُلفَى  أرى في  زُلْفَى 
ألَّا  تتوبَ إليه أسْرابُ المَآبْ !
***
كم كنتُ أرجو أنْ أراكْ
والموكبُ المفتونُ  يحملُنا على قَلَقِ الرّياحِ تُزجُّنا حُجُبُ الزَّوَالْ؟
 ما همَّ ..لي وطنٌ مدَدْتُ له دماً
ليَرى ارتعاشاتِ الخمائلِ في أمسياتِ الوِصالْ !
لمَنِ التَّشكِّي ..؟
 يا سيِّدي
 لن يَهْضِمَ الوردُ الشَّذا
ولذاكَ يهضمُهُ الذي  ما عِندَهُ 
 عِلمٌ  بِما فيهِ منَ الأورادْ !
ـــــــــــــ



Share To: