للهجرة دروس و عبر تكلم فيها كل علماء المسلمين تقريباً الا انني لا أظن ان أحدا تطرق الي درس و عبرة مهمة و هي السبب المباشر للهجرة الشريفة و ان كان السبب معلوم.

بُعث الرسول صل الله عليه و سلم الي قوم من العرب يؤمنون بالله لكنهم يشركون في عبادته الأصنام ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) الايه 3 سورة الزمر

و رفضوا رسالة الله اليهم بترك عبادة الأصنام التي أدخلها اليهم الفاجر (عمرو بن لحي) و ابوا ان يعبدوا الله وحده و اخذوا يحاربون النبي المرسل من الله صل الله عليه و سلم و من امن معه فلقد ألفت قلوبهم الكفر و الشرك و توارثوه عن ابائهم 

 (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)) سورة المائدة

دفع هذا التكذيب و التنكيل بالذين أمنوا رسول الله الي الهجرة بعدما أمره الله بذلك و شرفت يثرب بذلك الشرف و التي سميت فيما بعد لهذه المناسبة (المدينة المنوره)

تقع أمتنا اليوم و ربما منذ مئات السنين في تلك المحنة و ان كانت لأمة أسلمت لله بما أتي به رسوله من (القران الكريم كلام الله) و لكننا توارثنا الكثير من البدع و الضلالات نؤمن بها مع القران الكريم 

 و اذا حاول أحد تصحيح مفهوم خاطئ ترسخ في الصدور رُفض بشدة و ان كانت ادلته من كتاب الله و علة الرفض هي هذا ما تعلمناه و ورثناه عن اباءنا و اجدادنا و التسليم بان كل هذا الجمع لا يمكن ان يكون علي خطأ

و للمصداقية ان ذلك ساهم فيه الكثير من العلماء الذين يعلمون الحق و لا يعلنونه صراحة خشية من ردة الفعل و الهجوم الشرس الذي سيواجوه و ناهيك عن التهم البشعة بالكفر او اعتناق اليهوديه أو الألحاد أو التشيع و ربما هؤلاء هم من أدخلوا علي ديانة المسلمين ما ليس فيها من بدع نراها و نعيشها الي اليوم

و هذا ايضا لاننا تعلمنا ان الدين يؤخذ من العلماءعلي ما هو عليه و لا مكان لتحكيم العقل و سرنا ننزهه ما سموا بالائمة و المحدثيين عن الخطأ و نسينا انهم بشر يخطئوا أكثر مما يصيبوا و ان كانت لايات من القران الكريم تؤكد خلاف مما يدعونه و لكننا سرنا ما قال الله فيهم 

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82))

 و هذا بالفعل ما نجده فيما اتوا به من غير القران فمنه من يُخالف القران و منه من يُخالف بعضه بعضا

الشاهد ان القران الكريم هو كلام الله و هو حديث الله و لا مصدر للتشريع و لا مصدر لخبر في الدين غيره و هذا قول الله و هو سبحانه من سمي القران حديث

 ( اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ) أي لا اختلاف فيه و لا تعارض في اياته مثل اي مصدر اخر

و نهي الله عن الاخذ بأي شئ في الدين او الأيمان به الا بما جاء في القران الكريم 

(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6))

سورة الجاثية - الآية 6

و قوله تعالي : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)

.....

 و قوله تعالي :

(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) أي: لكل شيء يحتاج إليه في أمر الدين.

قد يأتي شخص حافظ دون فهم و يقول ان عدد الركعات و السجدات في الصلاة لم تُذكر في القران الكريم فأقول له ايضا هي لم تأتي في نص سمي بحديث نبوي 

 و انما تعلمها الصحابة الابرار من رسول الله صلي الله عليه و سلم و منها الي اجدادنا و اباءنا الي ان وصلت الينا و هذا يسمي بالتواتر

و في كتاب مسلم نفسه دليل اخر في خطبة الوداع

وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله،

 و لا وجود لسنتي

و من الكبر ان تجادل و ترفض الحق لكي لا تظهر مخطأ فكل البشر يخطئون و ليس عيب الا ان تصر علي الخطأ و الباطل بعدما يتبين لك الحق

و من الجهل ان تجادل من يأتيك باية من القران الكريم بأي شئ او اي نص اخر

فمن يجادل يعلم انه لا يجادل انسان يجتهد  يصيب و يخطئ فانما هو كلام الله الذي هو الحق الذي لا يأتيه باطل ابدا

ألفَ الباطل و ان جائه الحق أنكره

 جادل دون وعي ولا علم والكبر عماه

يتواري خلف سنيين خادعة وما تراه

 الا منفاد لعبد و وئد ما أكرمه الله به و حباه

يبصر دون بصيرة عقاب كبر و تقصيره

 فالفطين من أتبع القران و رب العلا هداه

الي الحق سيره وان سُيرت الناس خلافه

 فان الهدي هو السبيل و ان سلكه فرادا

و الكل عرض علي الله و كلا له شانه

 وان كانت قلة علي الحق فليس للجمع العبره

يوم يتبرأ المُضل من تابعه و منقاده

 وأعلنها ان لا سلطان الا من تبعه وطاعه



هدانا الله و اياكم الي الحق و اتباعه



Share To: