لم يأت الاسلام من فراغ ، ولم يأت من عدم ، بل انه تأسس على ماهو سابق عليه ، وتميز عنه بما سنه من فهم ، ومن افكار تتصل بحياة ، وباعتقاد من دخلوا لهذا الدين ، الذي كان ثورة في ابانه ، وخرج عن كثير من الامور التي كانت سائدة في مجتمع الرسول ص نفسه ، وفي عادات الناس ، وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية ، والدينية ، والجهل بهذا هو جهل بالاسلام نفسه ، مايجعل من الايمان ، في فهم المسلم ، هو ايمان هش ، مبني على الوساطات ، وعلى ماهو موروث ، وسائد من افكار ، لا علاقة لها بالنص الأصل ، او بالنص الاول الذي هو القرآن .
لذا لا نستنكر عن هوى ، لان المسافة التي تفصل بين الاسلام ، في حقيقته التاريخية ، وبين مايصدر عنه الناس في حديثهم عن الاسلام ، وعن مصادره التي بقيت بعيدة عن المسلمين ، لأنها حجبت ، بحكم ماتراكم عليها من تفسيرات وتأويلات ، صارت هي النص ، او هي المعنى الذي يقول حقيقة النص ، في ماهو ، في حقيقة الامر ، يحجبها ، ويطمسها ، او يلغيها بالأحرى .
لم نعد نحتاج ، فقط ، للمعرفة بالاسلام ، فنحن في ما اصبح يخرج علينا من قراءات ، بعيدة عن النص ، أو تنوب عليه في الكلام ، وربما بما تتمحله من اضافات وتزيد ، او شطط في التفسير والتأويل ، بل لمعرفة مختلف السياقات التاريخية ، والدينية التي رافقت الاسلام ، او كانت مزامنة له ، باعتبار كثير من امور الاسلام ، موجودة في هذه السياقات ، او هي مايمكنها ان تساعدنا على فهم ، او تفسير بعض ما قد يكون بعيدا عن متناولنا ، او لم تكن تدركه من قبل بما يكفي من الوضوح والشفافة .



Post A Comment: