بعد مشاهدتي لفيلم(صاحب المقام) أدركت أنه يستحق الضجة التي أحدثها ...
الفيلم تم تسويقه بنجاح بكل طرق التسويق الممكنة حتى السلبي منها.
ليضمن أعلى نسبة مشاهدة في توقيت أجازة عيد الأضحى المبارك وأشيد بذكاء المنصة التي طرحته وذكاء السبكي المعتاد.. فهو يعلم أن هذا الفيلم ليس لشباك التذاكر..
إبراهيم عيسى مرة أخرى ..يأخذنا في رحلة بين كرامات الأولياء وعرض الدنيا وعرض الآخرة والأساليب الإلهية الغريبة لإدارة الحياة وجنود الله اللذين لا يعلمون من وجهة نظر صوفية بحتة قد تتقبلها وقد ترفضها لكن أرجوك لو كنت من رافضي تلك النظرة أن تنتظر قليلا وتكمل المقال...
كان معروفا ان الفيلم سيثير عاصفة وبالذات بعد طرحه ألكترونيا .. انهالت المنشورات والمقالات من رافضي الأضرحة ومحبي الصوفية على حد سواء.
وتدفقت الإنتقادات لنظرة عيسى للإسلام وانتقادات مضادة لنظرة السلفيين والوسطيين للموضوع..
الفيلم يرتكز على نقطة كرامات الأولياء ..يجعل لهم نوع من القوة حتى بعد موتهم في أمر يشبه اللعنات في قصص السحر ولكنك قد تقبل ان الساحر المتصل بالشياطين قد ينتقم بعد موته عن طريق اتباعه من الشياطين .. ولكن الولي لا يملك من أمره شيء.رغم ان الله يدافع عن اللذين آمنوا ...هذه وجهة نظر الصوفية ببساطة انهم لايدعون قدرة خاصة لأصحاب الأضرحة .لكن يقولون أن لهم منزلة خاصة عند الله وهنا لا أتحدث عن غلاتهم بل عن العامة منهم واللذين نراهم ونعرفهم اولئك اللذين لايتركون رجلا أو أمرأة بدت عليهم أمارات الصلاح الا وطالبوه بالدعاء لهم مسلما كان أو مسيحيا !!
ناذري النذور ومشعلي الشموع لقد قل عددهم كثيرا عن السابق لكن مازالوا موجودين وبكثرة...
إلى هنا والفيلم يتحدث عن وجهة نظر وفكر جماعة من المواطنين قد تقبله أو ترفضه ولكن يبقى مجرد فيلم في النهاية عملا دراميا من عينة الخواجة عبد القادر والسبع وصايا بل حتى فيلم حلم عزيز الكوميدي من الممكن تصنيفه في تلك القائمة...
هل تريد رأيي العقدي والديني؟؟
لا أؤمن بأي قدرات لأي مخلوق بعد وفاته ولا وساطة بيننا وبين الخالق ولو كان لنا أن نتوسل بأحد لتوسلنا بنبي الرحمة ولكن حتى هذا منهي عنه.. ولكن وقر في العقلية الشعبية ان الأولياء يشبهون الشفعاء وكلنا يعلم ان النبي شفيعا لنا وكذا شهداء الأ وطالما الدعاء لله الخالق وليس للمخلوق فلا بأس في عرض وجهة النظر...
وهنا ظهرت نغمة أعلى للنقد..
الفيلم مسروق من الفيلم الإسرائيلي (مكتوب) الذي يتناول نفس القصة التي تدور عن رسائل اليهود في حائط المبكى ومحاولة تنفيذها استرضاءا لله وكذا فعل الفيلم المصري عن رسائل المكتوبة
للإمام الشافعي..
تشابه بعض المشاهد مع تشابه الحبكة الدرامية عززت هذا الطرح خصوصا ان الفيلم متاح على منصة نتفلكس..
المتابع للوسط الثقافي الإسرائيلي سيندهش انهم متابعين جيدين للحركة الثقافية في البلاد العربية وبالذات دول المواجهة مصروسوريا ولبنان والأردن وبالطبع فلسطين.. لقد عرفوا من زمن أن تلك هي أبسط طرق معرفة العدو بالإطلاع على أدبه وفنونه لمعرفة الأفكار المسيطرة على الوجدان الجمعي تاريخيا ومحاولة توليفها أو تغييرها او حتى التماهي معها..حقيقة وصلوا إليها في حين اننا مازلنا ننعت من يترجم عملا إسرائيليا بالتطبيع والخيانة..رغم أن من عرف لغة قوم أمن شرهم لكننا مازلنا لانريد أن نعرف عن المجتمع الإسرائيلي إلا ما نسمعه من المحللين الإستراتيجيين المزعومين.
ستندهش من كم الأعمال الإسرائيلية المقتبسة عن أعمال عربية شهيرة او مغمورة..
لقد ظهرت دراسة ممتعة للدكتور سيد عويس صدرت في اواخر السبعينات محدثة دويا في الأوساط الثقافية عن رسائل المصريين للإمام الشافعي.
وعادت للحياة مع عرض الفيلم ..دراسة سيسولوجية غاصت في المجتمع من مفكر أكاديمي بسطها بشدة لتناسب كل القراء..
فهل نقول أن الفيلمين بالأصل خرجوا من دراسة دكتور عويس؟
أعتقد هذا ولما لا..ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة..
وفي النهاية يبقى الفيلم مجرد فيلم حتى لو تحمل بأفكار مرفوضة وعلى الأخوة من الإسلاميين ايجاد طرق أخرى للرد بدلا من الدفع بأن ذلك من عمل اعداء الإسلام للنيل منه ..فالإسلام أقوى وأمتن وقادر على الدفع بالمنطق والحجة ..
صناع الفيلم يشكرونكم بقوة على الدعاية المجانية ..التي روجت للفيلم أكثر من إعلانات التلفاز والفيسبوك ورفعت عدد مشاهديه أضعافا مضاعفة..
اما عن ابراهيم عيسى وأفكاره فهي خاصة به لا علاقة لها بالإسلام من قريب أوبعيد...
Post A Comment: