يتباين السجن أو الحجر الصحي بدرجات النجوم...فمن يمتلك زنزانة أو جناحا خاصا به. ومن يتقاسمها مع نزلاء لا يعرف عنهم إلا القليل..
من الزوجة العصبية والمتسلطة إلى الزوج المدمن ـ المبلي إلى الابن الخارج عن نطاق الأهلية والمقيم ليلا في الملاهي والمراقص إلى آخر يزرع حصاد يومه في قنينات خمر أو بعضا من لفافات الحشائش المضرة لكل شيء إلا لمزاجه المغيب.
من حسن الصدف أن يجتمع الغني والفقير في حدود لا تساوم إلا بقيد الرفاهية بنكهة الفانيلا أو بنكهة القرنفل .
ضباب كثيف.. وضبابية رهيبة.. ولا أحد تساءل عن فحواه.. بقدر ما يسأل عن فتواه ومدة إقامته بين ظهرانينا.. فمتى سنتخلص من هذه الضبابية وننخرط في صرح الصفاء والمجاهرة  ..

ففي عز الضباب.. تتوالد شوارع ودروب ضبابية من نوع سلوكي آخر، كشف عن حقيقته في ظرفية كان الأجدر به أن يترك جانبا .. لتتغدى السلوكيات الصحية أيضا من الحجر وتستقيم لتستفيد..
لكن فاقد الشيء لا يعطيه ..
من صفعة على وجوه إلى سب وقذف إلى محاولة تكميم من نوع آخر وباسم القانون ...
فمتى تنصهر هذه السلوكيات البشرية لترقى إلى مستوى السؤال الذي نحياه اليوم...
متى نغيب وازع السلطة القاهرة ولعنة السوط ليكبر الانسان داخلنا..
متى ينعم السجين والسجان في ظل وحدة يحكمها القانون الإنساني قبل البنود المجحفة.
متى نقتل مصطلح "القرينة" لنتفاعل مع كورونا بمسؤولية ووازع إنساني جماعي ..
ليظل السؤال يكبر في الزنزانة.يصارع المخاض إلى أن يعي السجان والسجين حقيقة الجدران.



Share To: