ترقبت وصول الرواية بشغف بناءً على تجربتين  لي مع روايتين للمترجم والروائي العراقي الاستاذ فلاح رحيم هما :
رواية القنافذ في يوم ساخن  
ورواية حبات الرمل.. حبات المطر..
في هذه الرواية صوت الطبول من بعيد الباذخة بألم الروائي نفسه وعلى لسان سليم وجدت البحث عن البدايات يكون صعب جدا ( أدرك ان البداية لاتكون كذلك دون قطع مع نهاية سبقتها) ص ١٥
وجدت ان العثور على حل لا يتحقق الا عندما نقف على أرض المشكلة ونتفحص معالمها وأنثناءاتها ونتفاعل معها..
رواية صوت الطبول من بعيد
اشبه بشريط سينمائي  لمعاناة أجيال  هرست أحلامهم طاحونة الحرب.
موجع كان وصف الفقد الأخ لأخيه والأخت لأخيها ومؤلم حد الصراخ  لأب ولأم عانى فقد الأبن ، أبكاني سليم عندما قرأ لافتة نعي أخيه واخذ يصف ماذا حل بكيانه، أعاد بي الذكريات لتلك اللافتة السوداء التي مزقتها أشعة الشمس وأمطار الشتاء ومكتوب عليها اسم اخي الذي راح ضحية الحرب في معارك شرق البصرة ١٩٨٤
 واتذكر مداومة الوالد رحمه الله على إصلاحها وتثبيتها قدر المستطاع متى ما انفك تثبيت احد اركانها، وكأنه يعمل جاهدا على بقاء اسم ولده البكر معلقا على حائط الذكرى. 
الحب المؤقت مع الشقراء في الشركة البولندية  كان في حياة سليم بعد عذاب العسكرية وألم عشق الكلية الذي أندرس بفعل وضعه المُربك آنذاك كما وصفه  (ولكن الشمس  مهما تكاثف الغيم وأطبق ستجد منفذا ليبرق منها شعاع يدل على بهائها) ص ٤٩. 
صوت الطبول من بعيد تجربة روائية رصينة  تهدف الى إحياء ماضٍ قريب قبل طمسه بالماضي البعيد..
عشت مرة أخرى متعة  قراءة رواية  ذات سرد روائي متزن جدا لن تجد فيه الملل بل هو  هادر بتؤدة  وبأقل من ٧٢ ساعة
وصلت النهاية التي كانت أيضا بداية
وبحق كانت رحلة جميلة سمعت فيها صوت الطبول من بعيد بصورة أجمل..
"أن صوت الطبول في البُعد أعذب"






Share To: