كتابات حسن حنفي من وجهة نظري ليست كتابة تقليدية..هي قراءة جديدة للفكر والثقافةهي ؛قراءة بمعني تمثل الفكر السابق وهضمه واستيعابه وتعايشه داخليا ثم تجاوزه بعد أستيعابه واستطاعته وحرصه على أن يحتوى بداخله من الفكر السابق والذى ما زال يعبر ويشتبك مع الحاضر ويتفاعل مع قضاياه ولم يتحول بعد لتراث وماضى فهو ما زال يؤدى وظيفته الحضارية ولم يلفظه الواقع والمجتمع ........ ثم تأتى بعد وفى مرحلة تالية قراءة جديدة آنية : لتقرأ المرحلة السابقة حضاريا تراكميا وتعيد إنتاجه مرة أخرى بما يتوافق مع متطلبات العصر والمرحلة واللحظة الآنية الراهنة لما أستجد من قضايا لم يكن حضور فى الفترة السابقة وهكذا لتنج القراءة فكرا جديدا ليستمر فى صيرورة تلبى حاجة الواقع مع حفاظه على ثوابت وتراث الأمة وهويتها الثقافية ويكون بذلك شارك كل جيل من المثقفين فى القراءة وانتاجه من جديد ؛ فالمجتمع دائمآ فى حاجة إلي تجاوز كثيرا من فروع الفكر وليس الأصول من الذى تسرى عليها قانون التحول وليس من الثابت الذى يشكل عقيدة الأمة وهويتها الحضارية وجوهرها فهو بذلك التجاوز لا يتخلص من القديم لقدمه فالقديم بداخل محتوى الجديد بعد القراءة الحضارية الآتية.هي قراءة حية للماضي بعمق ،وتراكم فلسفة وفكر الحاضر ...
ثم يمر عصر هذه القراءة السابقة ،و يأتي جيل جديد من المفكرين ليقرأ تلك المرحلة و هذا الفكر ،والذي أصبح موروث وماضى :ويقرأه بنفس الروح قراءة جديدة هنا يتحول الموروث لكائن حي بعد إضافة كل جيل إليه هنا يكون : الواقع ،والمجتمع هو الذي يقرأ ويقرر ما يتبقي من الفكر المقروء ،أو بمعني المكتوب من وجهة نظر حسن حنفي ...فهكذا يقرأ كل جيل الجيل السابق له رأسيا حتي لا يتجمد الفكر ويتكلس ،ويصبح بمعزل في خطابه الجامد وتصبح نصوصه بمعزل لا تعبر الحياة المعاشة وتصبح محنطة ففي تلك القراءة يظل الموروث الفكري حي نابض معاش يتفاعل مع علاقة جدلية التأثير ،والتأثر المتبادل في: الواقع ،ثم يأتي من يقرأه بتلك الروح ويعاد إنتاجه من جديد ككائن حي يقبل ،ويرفض في دينماكية مع واقعه..
Post A Comment: