( رب داءٍ يَمَلُّ منه حتى الدَواءُ./ ؟ )
—— دروس من الحَياة تحتاج لمزيد من التأمل —
- — وباء الكورونا ( كوفد/ ١٩ ) آثاره ومخلفاته نموذجاً —
~~~~~~~~~~~~
( قصيدة الجنون فنون )
" أتَعلمون - الكرونا-، أمٌ عَلينا حَنونَا.
تُطهِّرُ الأرضَ ممَّنْ، غَدا يُثيرُ الشُجُونَا.
اللّهُ يُرسلُ جُنداً، وجندُهُ غالبونَا.
وليسَ يَظلمُ نَفسَاً، إذا أدَكَّ الحُصُونَا.
فالمرءُ يَحسَبُ يبقى، ولا يذوقُ المَنونَا.
لكنَّهُ لَيّسَ يَدري، بأنَّهُ لَنْ يَكونَا.
جُرثومةٌ قد أطارتْ، من الحِراكِ السُكونَا.
والناسُ جُنَّتْ لهذا، صارَّ الجُنونُ فُنونَا."
قصيدة الأديب الباحث والشاعر الراحل، جودت كاظم القزويني.
شَخّصَ فيها جوانب مارآه في الوباء الّذي غزى الكون وأربَكَهُ.
قالها قبل سويعات من رحيله المفاجئ، ووزعها على مَعارفه،
وأختَلَفَت الروايات حول مرضه ووفاته، بالوباء أو بنوبة القلبية،
لأرتباك الظروف والمُعطى، فالوباء/ الجائحة أسبغت حصارها على
الناس، وأختلفوا في سرد الخَبَر.. لكنه باتفاق الجميع، كفء
ومُثقف، زينته المعرفة ودماثة الخُلق.
~~ عبر الدُهور والعصور والتأريخ، لم يمرَّ زمان على البشرية،
فالمجهول الراهن المتخفي، غزانا دون أن يراه أحد ممن أرعبهم
وقيدهم لحدود الحيرة والتَبَسمُر، سوى قلة وبمناظير تُضاعفها
لملايين المَرات. وأختلطَّ القول بالغواية وتبلبل الجميع، بيّن علماء
أجلاء وأُناس أخيار، وبين أدعياء العلم ومنتحلوا المعرفة والغيب.
أنها وباء بالتسمية اللغوية والوصف، لكنها تسمى الآن جائحة،
لأنَّ سيول مؤثراتها، مخلفاتها، نتائجها، وغرائبها تجتاح العالم.
~~ هذا البؤس الجائح يعلمنا بأن الوطن ملاذ الجميع، وخيمة
نستضلُّ بها، فمعَ تكرار القول المثير للأسى، كلمات، مكونات،
أقليات، ظهر المعدن العراقي/ البَغدادي الأصيل، بوحدة مشاعره
وعواطفه المعجونة بالكرم والحب الوَلّه. وكالعادة ارتفع الوطن
وحبه على الإرادة، ليثبت بأن عشقه من اسرار الكون وأقداره.
العراق مكون واحد وشَعبه تحددت سكناه في حدود الجغرافية،
ومن ساقته الأقدار والمصائب ليسكن خارجه، برضاه ورغبته،
أو لضرورة وسبب. أنها محنة الكرام بكل زمان ومكان. والأهم
والأروع هذه الوحدة الوطنية المذهلة، التي أبرزتها محنة الجائحة،
فأحداث مُسِرَّة، حُبُ الناس لبعضهم والتواكل والمُساعدة الكريمة،
ورَفضَها مسمى المكونات مريبة لأنها غَرَض وهدف كشفته الأيام:
( والليالي من الزمانِ حبالى، مثقلات يَلدّنَ كُلّ عجيبِ ./ ؟ )
~~ حديث الأقليات مِبتكرة، لتَقليل شأن البَعض، بينما كُل فئة سواء
رفعت راية الدين، القومية، المذهب، وإن عززتها بمواقف وأفكار
مختلفة وبالأختلاف والشقاق، والكلمة غير مناسبة أصلاً، فبالمواطنة،
والأنتماء تَتَشكل الهوية، العدد لا يعني شيئاً، لأن الفرد الواحد
مهما كان أنتماءه يُنسَب للوطن بغض النظر لعدده وجنسه.. أما كلمة
أقلية وأكثرية، فيجوز أعمالها كموقف لسياسي ونيابي والمجالس
المنتخبة، وابعادهاعن التسمية المسومة بالخطأ. وأن التبست لدى
بعض الأخوة وذووه النوايا الطيبة، فتلك توجب التنويه والأستطراد،
فالوطن العظيم بهَيلمَانه يحتاج الوعي والموقف، أو يتفَتت ويندّثر.!
وبالمعنى ارادها الأشيب الأنيق، والكربلائي المتبغدد عزيز علي:
" ماظلْ صَبُرْ، ما تَمْ عُذُرْ، مو ظگنه مُرّ، فوگ الحُدود.
تالي الأَمُرْ، أحْنه بْكُتُرْ، وانتَهْ بكُتُر، شُو من يسُود.؟
حَگنه أنغدَرْ، بالجَر او عَر، يَيزي قَهَرْ، أوفي العُهود.
دنْطينا حگنه، دتظَل حِلِّفْنه، تعرُفنا أْحنه، ولَكْ يا زَمانْ."
~~ أكتسحنا الوباء الغير مألوف جمعاً، حَتّى المناخ والغلاف الجوي
( الأوزون ) وأعطى تجارب جديدة ودروس، تُغَيِّر مُسلمات وفرضيات
بالجملة، فمَيَّزت بعض الدول وسلطاتها الحريصة، واستهزأت بالأُخر
وفضحتهم.. ومع أبا العلاء المعري، لنرى ماذا يقول عن غرائب زمانه:
" من ساءه سَبَبٌ أو هالهُ عجبٌ، فلي ثمانونَ عاماً لا أرى عجبَا.
الدَهرُ كالدهر والأيام واحدةٌ، والناسُ كالناسِ والدُنيا لمَن غَلبَا."
وختامها للحكيم مالئ الدنيا وشاغل الناس، أبا محسد أحمد الحسين:
" قَدّ كانَّ يمنعني الحياءُ عن البُكّاً، والآن يَمنعني البُكّا أن يَمنَعَا."
حُباً وسلاماً عراق / بغداد، وتحية أحترام ومودة للجميع.. رشدي.
Post A Comment: