فعندما نكتبُ إنّما نحنُ، نلعب. 
  نحكمُ شروطَ لعبتِنا باللّغةِ كي ندفعَ عنّا أذى الموت 
  ونهدمَ لعبتَهُ المحصّنةَ،: بالكتابة.

  وعندما نرسمُ فنحن إنّما نلعبُ، أيضاً.
  ونحكمُ شروطَ اللُعبةِ بالرّيشةِ والألوان كي نتّقيَ شرورَ 
  العالَمِ وقبحِهِ بأدواتِ اللّعِبِ،: الجمال.

  الإنسانُ وهو يكتبُ.
  والإنسانُ وهو يرسمُ. والإنسانُ وهو يرقصُ والإنسانُ 
  وهو يغنُي. والإنسانُ وهو يحبُّ ويكرهُ ويأكلُ ويشربُ 
  وينامُ، إنّما هو يلعب.

  الطُفلُ، وهو يلعبُ،: يلعب. 

  اللّعِب على المجاز.

  قطعتْ البشريّةُ شوطاً كبيراً في اللُعِب.
  اكتشفتْ النّار. اخترعتْ الكتابةَ والسيفَ والقنبلة. 
  سيطرتْ على قوى الطّبيعةِ وجرّبتْ، بقوّةِ اللّعِبِ، 
  الصُعودَ إلى القمر.
  •••
  •••
  في الأساطير،:

  (يُحكى، 
  أنُ سيّدَ الأرضِ. تثاءبَ، مرُةً، من شدُةِ الضُجر 
  فتساقط من فمه طينٌ غريب، وقال في نفسِهِ،: سألعبنَّ  
  وأصنغنَّ من هذا الطُين رجالاً ونساءً وحيوانات ونباتات 
  وأسماكا وطيوراً.

  ويحكى، 
  أنُه صنع دمىً صغيرةً كالتُماثيل. 
  ثمّ، نظر إلى صنيعِهِ من الدّمى وزمجر من شدُة الغضب. 
  فهبّتْ رياح وعواصف وهطلت الأمطار، فتحلُلَتِ، 
  في الحين، الدُمى. 

  اغتمَّ سيُد الأرض. 
  فجمع صنيعه من الدُمى وحمله إلى مغارة 
  تقيها من المطر. 

  كانت الظلمة ملء الأرض 
  وما كان في مقدور سيُد الأرض أن يتلمّسَ الطُريق 
  ما لم يشعلْ ناراً.

  ويحكى،
  أنُ النُهارَ لم يكن قد هبط إلى الأرض. 
  وأنُ سيّد السماء كان ينعم بالنُور وملْكُ يديه 
  شمس العالَم. 

  فقال سيّد السماء لسيّد الأرض،:

  هَبْني بعض هذه الدُمى 
  أبثّ فيها الحياة. فألعبُ.. وأتسلُى معها.
  فأهبكَ الشُمس.

  فكّر سيّد الأرض، 
  وأراد أن يتحايل على سيّد السماء. 
  فعاهده أن يفعل بعد أن يبثُ الحياة في دُماهُ 
  الّتي صنعها، أوُلاً.

  غير أنّ سيّد الأرض، 
  بعد أن حصل على ما أراد ودبُتْ الحياةُ 
  في الدُّمى الطُينيّةِ وحصل على الشّمس الموعودة 
  تنكّرَ لعهده مع سيّد السماء.

  غضب سيّد السماء من سيّد الأرض 
  وأقسم أن يستردَّ الحياة من هذه الدُّمى، 
  ولو بعد حين.).
  •••
  •••
  هكذا، كان أوّلُ لَعِبٍ على الأرض.
  لَعِبٌ فتّانٌ وقاسٍ. لَعِبٌ مجنونٌ تدفعه رغبة عميقة 
  في الانتصار على الموت. لعبٌ وجد فيه جلجامش 
  وسيلته في البحث عن عشبة الخلود 
  المستحيلة.
  
  هكذا، هي الحياة قوّةُ لَعِب.
  يتوخّى الكائنُ فيها أن يكون على نحو ما ناجياً. 
  يقلقه الغد ويشغله الأمس وهو يصارع اللحظة العابرة 
  بقوُة اللّعِب.

  جاء في القول الكريم،: 
  {وما هذه الحياةُ الدُنيا إلّا لَهْوٌ ولَعِب.}.




Share To: