قلتُ لها :

أسكبُ وجعي 
في كؤوسِ الدَّمعِ
لأشربَ الوجعَ 
وأغفو على صدرِ الذِّكرى
لأستعيدَ حلمَ الطُّفولةِ
من أرضٍ لم تكن يوماً 
أرضاً للأحلامْ ..

أسكبُ الوجعَ 
في شرايينِ دمي 
لأعبرَ كلَّ البحورِ
لعلِّي أرسو على مرافئِ الأملْ ..

أسكبُ الوجعَ 
في مفاصلي 
وأمضي 
أمضي
إلى حيثُ لا أصلْ ..

كُتِبَ عليَّ أن أسيرَ 
أقطعَ الطُّرقَ
أشقَّ الماءَ
أُغنِّي للبؤساء
أرسمَ لهم سماءً زرقاءْ
ورغيفَ خبزٍ بلونِ الشَّقاءْ
أقرأَ على الأشواكِ تعاويذي
فتخرجُ من صُلبِ الأشواكِ
أزهارٌ حمراءْ ..

أسكبُ وجعي 
في كأسِ الخريفِ
فتنتشي الأوراقُ الصَّفراءْ
وترقصُ الأغصانُ
على صوتِ ناي
تُهديه الرِّيحُ نغماً
من أنفاسِها
ومن أنفاسِ الهواءْ ..

أسكبُ وجعي
في الأرضِ العاقِرِ
فتتفجَّرُ ينابيعَ ماءٍ
وسنابلْ
كلَّما عانقَها المطرُ 
ارتعشتْ 
كأنَّها رعشةُ الجسدْ
وصارت بساتينَ لوزٍ
وليمونٍ
ورُمَّانٍ
وعناقيدَ عنبْ
لا رملَ يُخيفُها
ولا جبلْ
كأنَّها حبيبتي 
حين تُغازُلها شمسٌ
ويلهثُ خلفَها قمرْ ..



Share To: