شاهدت البارحة فيلم " نساء صغيرات" عن رواية الكاتبة لويزا ماي آلكوت ومن إخراج غريتا غيرفج.
ولا إراديا استحضرت في ذهني فيلمين مأخوذين عن روايتين للكاتبة " جين أوستن" واقصد ( كبر ياء وجحود) و( عقل وعاطفة). 

 وعلى الرغم من أن آلكوت كتبت روايتها بعد أكثر من نصف قرن من صدور رواية جين أوستن (عقل وعاطفة)  لكنها تناصت لا إراديا معها.. مع أن أحداث  رواية جين أو ستن تجري في إنكلترا بينما أحداث رواية آلكوت تجري في أميركا أبان الحرب الأهلية.

فالأحداث في الروايات الثلاث عن عائلات فقيرة أو فقدت ثروتها، وأن الأم تسعى لتزويج بناتها، وتروي الروايات الثلاث حكايات البنات المختلفة ومغامراتهن..!

الرومانسية  والنقد الاجتماعي كان واضحا عند جين أوستن بينما الرومانسية الحالمة والمفرطة في الفضائل المسيحية المبالغ فيها كانت تطغي على رواية  نساء صغيرات، بحيث فقدت هذه الفضائل منطقها الروائي والعقلي والفيلمي..فمثلا في عيد الميلاد (الكرسميس) كانت الفتيات الناضجات الأربع مع امهن يجلسن بشغف حول مائدة الإفطار، وإذا بالأم تطلب منهن التخلي عن الطعام وعدم الإفطار وحمل الطعام إلى امرأة لديها طفلان صغيران أحدهما رضيع..وهكذا تحمل الفتيات مع الأم الطعام كله من دون أن يمسسنه ويذهبن لتلك المرأة..! فلو مثلا تناصفن الطعام أو حملن جزءً منه لكان منطقيا ، لكن أن لا يأكلن ويحملن طعام المائدة كله، ويذهبن مرحات ضاحكات إلى أمرأة فقيرة لديها طفل رضيع وآخر، لربما لديه عامان، يصبح غير منطقي!! ومبالغة أخلاقية فجة..!

ومع ذلك فالأحداث متقاربة، بل هناك مزيج من أحداث رواية (كبرياء وحجود) فيها، فالأخت التي تذهب مع رجل وتتزوجه وتعاني معه من الفقر، وشخصية البنت الكبرى الكاتبة نجد أنها تعيد حكاية إليزابث بينت والسيد دراسي بطريقة ما في رواية جين أوستن.

والمفلت للأمر أن الممثلة الكبيرة إيما تومسون كتبت أو شاركت في كتابة  سيناريو الروايات الثلاث عند إعدادها للسينما.







Share To: