———
رأيتهُ ..
بربطةِ عنقٍ قصيرة 
وكانَ وسيماً 
يأكلُ بالشوكةِ والسّكّين 
الصليبُ على رأسه, 
ينحني, 
يقدّم ولاءهُ 
وطاعتهُ 
ولكي يقطّرَ الفضّة الحمراء 
ولكي يرسم تحت أبطهِ 
نجمة داوودٍ, 
خزائنَ هارون, 
وصناديق من ذهبٍ ..
كان عليه ..
أن يهتمّ بصناعةِ الابطال, 
وبعض القادةِ
والرايات

*
رأيته هنا 
كخطٍّ وهمي 
بين عقلين متوحشين 
رأيته ..
في زاويةٍ بعيدةٍ 
من ترهلات اسئلتي  
رأيته واقفا 
مثل إلهٍ متنكّرٍ 
بملابس خدّامٍ بليد 
هذا كلّ شيء ,
يمكن أن يقال 
أو 
على أقلّ تقدير 
هذا ما يمكن ان يبقى 
من غبار ثقيل 
يسدّ فمي 
ويفتح في القبر,
عيوني  
*
أنا 
والنادل الثرثار 
مصابان بالتكرار 
كل يومٍ 
يقدم لي ..
لحمَ خنزير ساخن 
وكأس خمر مثلج 
فأعطيه ملابسي 
وأعود الى البيت,
عاريا 
هكذا ..
نسيتُ دراهمي 
ومضيتُ الى أجَلي 
*
لم يبقَ من العشبةِ غير الافعى 
لم يبق من الحانةِ غير السّؤال! 
ما الفرق إذاً 
بين اِصبعٍ واصبع؟ 
بمجازٍ آخر 
يمكن لي 
أن افهم الفرق,
بين الخلود والطغيان 
*
في النهايةِ ..
نسيتُ ما الغاية؟ 
فعاقبني الطريق 
نسيتُ ما أردتُ أن أقولهُ
وما كانَ مرسومًا على الكهوف 
نسيتُ ما قالهُ النادل الثرثار 
*
لماذا يا إله الماكنات  
تشعرني بالذنب وحدي؟  
لماذا تحاصرني بالاسئلة 
والحانات؟ 
ولماذا 
لم تخبرني بشيء؟ 
*
كلّ ما قلته,
كانَ فوق طاقتي! 
وكلّ ما اشرتَ اليه,
كان مبهما 
عبارةٌ واحدةٌ 
كانت تلمعُ على الدوام 
هذا كتابك
خذْهُ بقوّةٍ 
ولا تتردد. 
هذا كل شيء 
عدا ذلك يا إله السراب  
ظمآن .. 
أحسب دمك المسفوك 
في الصحراء 
ماء



Share To: