--------------------------------

لا أزرق في هذا المدى
لأعطيك بحرا
العين بصيرة
لكن يدي أقصر
 من أن تطال السماء
وتحيك من سديمها عباءة
أو مراثي
الآن تصعدك المدينة
والرخام الذي اختلفنا حول لونه
هادئ كالرغيف..
فبأي آلائك
 سيفتتح النهر مزاده السنوي
والذين ابتاعوا أسرتنا
قوادون
 وبائعات ليل..
هبّ طار عصفور من يدك
والعشرة التي تناحرت على ملكية الغصن
تعاني سأم الحرية
فلنعترف إذن
أني كنت على خطأ
حين رسمت النهر بجناحين
واطلقته براقا يرعى المجرات
ولنعترف - ما دام بوسعنا -
ان ثقوبنا السوداء قد تآكلها " الزهايمر"
فكيف لي أن أمشي عاريا
وقميصي كذب
والسيارة لا يطرقون الأغاني..
ها أنا
 محض رصاصة في الريح
وقلبي سنبلة كما ترى
صدقني
الطير الواقف على الأسلاك
جاسوس للشعراء وللمرتزقة..
وهذا القط النائم في حضن أريكتك
هذا ال تطعمه الأسماء الفاتنة
والسمك الطازج
مجرد ذئب يعرف لغة الهررة...
تدري!
التمثال الأبله في وسط الميدان
صاحبه مات على طرف الصحراء
فأتت النجمات عليه
ينقرن بطولته حربا
 حربا
حتى القلب توزعه تجار السلطة
فما يغريك بكل الكذب
المرمي على درجات الموت
ولاشيء تغير
حتى النخلة تعرف قاتلها
وكل من عبروا إليه
ما وجدوا غير سراديب من جثث 
ينهشها الوقت
فانظر للنهر
 وتعلم درس الجريان الأرعن
فالربان أدرك منذ البدء خطيئته
لكن في لحظة ضعف خلق الإنسان
ورماه كقطعة نقد
 في زوبعة الطين..
خيرٌ
أم شرٌ؟
سأل الملك الموكول بألعاب الخفة...
وكان صوت الله واضحاً
ومنتصباً كمئذنةٍ ..
بينما المدينة يتآكلها النعاس
شجراً وحوانيت..
والغرقى يرفعون الطوفان
أعلى
وأعلى...
فمن أيّ قبعة سيُخرجُ أرنبه مزينا بمعجزة
ليتلو على أرواحنا
صلاة الفناء
وقيامته الأخيرة ...
وأبي يعرفنا بسطاء وطيبين 
لكنه يكره اسماءنا
مرة ذبح أمي وأطعمنا قلبها
وقال اننا نشبه الرحيل لولا زرقة عينيه..
ووحمة تشبه الطائر في أسفل الظهر..
ونحن كما قال أبي
بسطاء وطيبون
لا نكتم الأشجار سراً 
ولا تفيض غيمة
 إلا وأعددنا لها سريرا من المراثي
عاديون كدمع الغريب 
ومثل إنكسار إمرأة  خيب الزوج حلم ليلتها
نتسور الورد ولنا اشواكنا
ونكسر العابنا ككل الأطفال
 وننسى..
لكنه أبي
رتب مائدة الخطايا
ومضى يتشمس في صحن البيت
 ويحدثنا عن الحدائق وموقده الأنيق..
كان يصرخ 
لا تقربوا المدينة
 ولا تشتروا حلوى مكشوفة للبكاء 
ولا تجمعوا بين إمرأة
 وظلها
أبي يجلس الآن على سطح الكلام
يراقب موتنا 
ويغني...



Share To: