و كيفَ إذا جاءت وجوهُهُم كلّها هذه اللّيلة ،
و غَفَتْ على كتفَيك !
كيف لو أَمَّـكَ دَمعُ أُمَّـهاتِهِم الذي ذَرَفْنَ على مدار عام ،
و استَوطَنَ دَمَك ،
كيف ؟
كيف لو أَسَرّوا إليكَ بما كانوا يَحْلِمُون ،
فتَميدُ منهُ وَجَعاً
و تَجِف ُّ ، مثل قَلَف شَجَر ٍقديم ،
كيف لو نَظَروا عِتاباً في وجودِكَ ، وَ هُمُ انتِفاء !
، في بقائِكَ الفَضفاض ِ
و في فَضلَة السنين التي تَدّخرُ عَبَثاً للسارق الأخير !
كيف ؟
كيف لو أشاروا إليكَ و أنتَ بَعدُ تبحثُ عن مَثابةٍ تُشبهُ بغدادَ
ولا تجِدُ
و عن رجوعٍ أخير ٍ إليها ، ولا طريق !
....
أعرفُ أنّهم سيأتون ،
ليلتي ثقيلة
و أنا وحيد ،
لا بابَ لقلبي لأُوصِدهُ
ولا هُمْ هواجسُ ليلٍ طارئة ٍ، فيُطرَدون ،
أعرفُ أنّهم سيأتون
أسمعُ همهماتهم البعيدةِ و وَقعَ خُطاهم
أنكمشُ ، ثمّ أَفردُ قامتي ظِلّاً
يمرّون ،
من أمامي
لكنهم ، لا يذهبون
يفرغون حقائبَ جراحاتِهِم من وَجَعِها الذي لايزال فيها طَريّاً يُقِيم،
يلتقطونها مثل نجوم ٍ من فوق أجسادِهِم
جُرحاً فَجُرحا
يجمعونها
يتركوها مكوّمةً أمامي
و يغيبون
أتشبثُّ ، بأطراف ظِلالهم و هي تغيب
أتوسّلُ بهم
و أستغيث ،
ليلتي ثقيلة
و جراحاتهم التي تركوا
أمامي
تبكي الليل كلّه مثل طفلٍ بلا أمٍّ ، لا ينامُ
ولا أنام ؛
لماذا
لماذا نسيتُ أن أضَعَ قلبي في رِحالِهِم ،
لعلّهُم يرجعون ....
فأنا ، بعدَهُم
أذرفُ مثل يعقوب ٍ
لا ريحَ تحملُ إليه عَرَق قُمصانِهِم
ولا تبيضُّ عيناهُ من الحزن ِ
فيستريح
Post A Comment: