عمت الفرحة ارجاء المنزل الكبير ذو الطوابق الثلاث ،وعلقت الزينة والأضواء، وعلت الزغاريد  ،وأقيمت الموائد العامرة باللحم والأرز، وجلس الحج علي كرسي خشبي بجانب بوابة المنزل الخشبية الضخمة يستقبل الزوار والمهنئين من كافة الأنحاء .لم تصدق ام زينب نفسها ،فكت عقدة زينب ،عقد القران والدخلة اليوم .كبيرة أخواتها واقلهم حظا برغم من وجه قمحي مصري أصيل، وانف صغير وفم دقيق ،وجسد علي صغره ممشوق وجذاب .اكم من مرة تحسرت ام زينب وهي تري ابنتها الكبيرة تجوب الفسحه باردافها المتناسقة وصدرها البض الرزين .لم تترك الحج إلا وجعلته يقبل بأبسط الأشياء بحجة أنها فرصة وعريس لا يعوض لدرجة جعلته يقبل بأن تدخل زينب في الدور العلوي بجانب اخاها حسين الذي تزوج منذ عامين .قالت ام زينب للحج :البنت كبرت ،وفاتها قطار الزواج ،لما لا تقيم بجانب اخاها ،هذا الشاب اراهنك رجل حقيقي وسيصونها .
ثمة عكارة في داخلة لا يستطيع الحج علي أن  يتجاهلها ،ثمة شيء غريب يحدث ،سحاب ويمر .وافق الحج لأنه لم يجد. بدا من عدم الموافقة، او الوقوف أمام شلال الكلمات والتوسلات الذي خرج من صدر ام زينب ،وايضا حبه لزينب ،إبنته الكبيرة ،ثلاثون عاما هذه الأيام. وقف الحج من علي كرسيه مسلما بحرارة علي الأستاذ سمير العريس ،احتضنه كمن يحتضن ولده .بزة زرقاء ورباط.عنق لبني وحذاء اسود وعرق يتصبب من علي جبهته .قال لنفسه :هي هيئة عريس بلا شك ،اليس له حق ؟الم تكن عريسا في يوم ما ؟الم تحس وتشعر مثله ؟ماذا يقلقك ؟جلس سمير بجانب الحج وهو يمسح بالمنديل العرق .نظر الحج في وجه سمير واطال النظر ثم ربت علي ظهره .
جلس سمير يسلم علي المدعوين فيما كانت عيناه تزوغ بين الفينة والأخرى الي أعلي. إلي الدور العلوي حيث تجلس زينب أمام المرآة. تجلس كما كانت تحلم ،وحولها بنات العم والأقارب والجيران .




Share To: