ياموج البحر العاتي خدني معك 
وياأيها البحر الهائج اغرقني 
انزلني الى اسفل اسفل اعماقك 
لا تأخدك الرحمة ولا الشفقة بي 
لا تكترث لدموعي واحزاني 
لهجران دياري ...لفقدان امي لي 
امي ....يأأمي ارجوك احتفظي 
بدموعك ...بأآهاتك ...بآآلامك 
خزنيها ...ووضعيها في رف 
بيتنا المهجور ...في خزانتك 
المنسية ...في دولابك  القديم 
في جهاز التبريد لتتحنط 
كي تحتفي بها امام المرٱت 
في دكرى غيابي ....في دكرى رحيلي 
حدثيها عن الدعاء عن المناجاة 
التي خدلتك لحظة انتصار الموج 
على الفؤاد ...على القلب الخافق 
يوم كان الفراق اشد ايلاما 
اكتر وقعا على كبدك الهش
فكانت حرقة السؤال ...اكبر من الموت 
ما بال هدا الشقي وقد اختار الموج ملادا 
وهل البحر احن عليه من شقائه 
من عدابه الذي توجه قربانا للبحر 
عريسا ...مأدبة دسمة لحيثان البحر 
لم يمهله كي يفشي سره الاخير 
لم يمنحه شيء من الوقت ...
كي ينبس ببنت شفى عن خيار اللاعودة 
اللارجوع الى ديار النكسة ...الى ديار الهزيمة
فكان البحر جسره نحو الخلود 
ايكون البحر ميلادا جديدا 
ام يكون مقبرة الامل المفقود 
ام تراه يكون خيارا للانكسار 
لم يترك لنا اثرا ...لم يترك لنا 
رسالة لنقرأها ...إشارة لنفهمها 
ولكن ما يجبر الخاطر انه 
لوح بوشاح الاحتجاج ...
على انعدام المرحبين به 
ضيفا يحمل مشاعل الافتنان 
باللوحة المبهرة والجدارية الفاتنة
لوح بوشاح التمرد العفوي 
على هجرة الطيور تباعا 
لأوكارها الدافئة ...المطمئنة 
لأعشاشها المشتعلة بشعاع الغد 
على الطيور اللاهتة وراء قوتها الزائف 
لا يعنيها ان كان ممزوجا بطلاء القيد 
او بسياج القفص اللغوي
لا يهمها ان كان ممددا على ارض الخيانة 
او سابحا في نهر دموع التكالى 
لم يترك لنا عنوان نقصده رأسا 
كي نعرف سره المخزن بين اضلاعه 
او نكشف بوحه الغارق بين تنايا صدره 
لكن ما يثلج الصدر انه 
صوب المنديل نحو الاعلى 
ليقول لا في وجه نعم 
ليقول لا ....ليقول لا ....
لم يرتوي البحر بروحه 
بعرقه المتصبب من على جسده النحيل 
لم يحترم البحر حضوره اللافت 
لم يسقي عطش البحر بدمه 
لكنه سجل في قائمة الموعودين 
باستنشاق اريج الحنين للبحر 
البحر جسر المارين من هنا 
ليقبلوا جبينه في لحظة وداع اخيرة 
ليلقوا السلام على روحه الطاهرة 
التي اختارت ان تنال عشق البحر 
على امتهان التسول على الارصفة 
اختارت ان تداعب هاجس الموت 
على ان تركع لغيلان العصر البربري
او لعله راهن على السقوط في قاع البحر 
ليخلد اسمه منقوشا على ظهر الحوت 
ليقرأه المارون فوق الجسر المعلق 
ويقولون في صمت لعله اختار البحر 
ليعلن انتصاره على عالمنا السافل المنحط
ويشعل شمعة في ليل البحر البهيم .....





Share To: