مطلق الحرية
أشمئزّ منْ جنوني
وكأنّي أرفع قميصي
شراعًا للريحِ
بينما جسدي ينخره البردُ
أحملُ غابةً 
أسير وصفيرُ الفرح يملأ فمي
إلى حتفي...
بعيدًا عن مواطنِ الطيورِ
الى حظيرةِ خيولٍ شبقةٍ 
تدوس عليّ بحوافرها الخشنةِ
تنهر الطيور بصهيلها ...

خلعت الباب 
تركته مفتوحًا للعابرين
بدو رَحّل يقودهم ...جَمَالّ فاقد البصيرة
أكتب على حائط المنزل 
وكأنه مسجدٌ مهجورٌ
ادخلوها بسلام آمنين
أنا في خصام ..
معركة عصية مع عقلي
أتشاجر مع أدوات المطبخ
لم أغلقْ باب الثلاجةِ
لمَ الخوف؟! 
أن يفسدَ الطعام
البيتُ مستأجرٌ ،
صاحب البيت  بدويٌّ
لا يتعاطى أفيون التكنولوجيا 
أجّرَ بيته لي 
سكنَ الفيافي.
لم يطالبْني بفاتورةِ الحساب 
أتعامل معه بحفنة من التمرِ كل شهر
يعرف أين يجدني 
عنده موعد الأتاوة .
هزّ بجذع النخلة عسى أن يسقطَ منها ...
لن يطرقَ بابي ولم أرممْ خيمة بحجارةّ 
كي يستفيقَ من نومه العميق 
نائمٌ منذ  2005
لن أستجدي عطفه أنا حرٌّ
أعتقتُ النفسَ من العقل 
وتمسكت بالعروة الوثقى

رحلت إلى جفاف 
يقتلني العطشُ عنوةً
بسيف القبيلة..
قبل أن يقطعَ عنقي
أو يثقبَ قربتي
رافعًا رمحًا 
على رأسه كتابُ قصائد
مجنونةٍ ...
معلنًا استسلامه
لأعقدَ صلحًا مع إلهٍ
يجلس تحت شجرة 
يداعب أرنبةَ أنفه
يجلس على بساط من الوردِ،
يده تقبضُ على أمعائه الخاوية
إن للجنون درسًا من الحكمة
علمني أن أحمل الغابة،
أسير بحتفي ..إلى نهر ...جفّ
إلى صحراء ،
شاهرًا سيفي
نبيٌّ مخذول،
يطالب بأمجادِه.
لا شيء في جمجمتي 
غير وطأةِ  حوافر خيولٍ
محملةٍ بأقوامٍ يسيرون 
إلى موتهم.




Share To: