يقال بأنّ الصورة تغني عن ألف كلمة، وأنا كهاوٍ للتصوير منذ سنوات طويلة جداً أثق بصحة هذه المقولة، ومنذ التقاط أول صورة بالماسح الضوئي سنة 1860م، قطع تاريخ التصوير شوطاً طويلاً في هذا الفنّ فخرجت للوجود ملايين المحترفين الذين وثّقوا الحياة بالتصوير الضوئي، كما ظهرت آلات التصوير وتنوعت واستخدمت في مجالات شتّى.
*أهمية الصورة:*
للصورة لها أبعاد فنية ليس من السّهل تجاوزها، فاختيار الظلّ والضوء والزاوية والمسافة وضبط الزوم وفتحة العدسة والغالق والسرعة وما إلى ذلك من أمور فنية لا يجهلها المحترف تجعل من الصورة مهمة إذ تبقى سجلاً مهمًّا لحوادث الحياة.
*الانعكاس النفسي:*
في بداية جائحة كورونا خلال فبراير ومارس 2020م بات الناس متلهّفين للقراءة والاستزادة عن فايروس كورونا وهم يرون الصور فدخلوا في عالم الرعب والخوف، فكان للصور وقع شديد في النفوس عكست كلّ السلبيات في كوامنهم.
ويوماً بعد يوم تصورت الناس ومن خلال الاطلاع على التقارير بأنّ كورونا واقف على الأبواب بالمرصاد لكلّ من يخرج من منزله!.
وكان أيّ شخص يطّلع على الصور أو التسجيل المرئي (الفيديو) قبل أن يقرأ المقال فيزداد رعباً وهذا يؤكد بأنّ الصورة قد لعبت دوراً مفزعاً في بدايات الأشهر الثلاثة: فبراير ومارس وأبريل 2020م من الجائحة.
*صور الجائحة:*
إذا درسنا وضعية معظم الناس في الأشهر الثلاثة الماضية: أغسطس وقبله يوليو وقبله يونيو فإننا نجد أنّ الناس صارت لا تعطي التفاتاً للصورة الخاصة بالجائحة، أو أيّ نوع من الاهتمام حيث إنّ الجميع ملّ من هذه الصور حيث بذرت له الآمال تلوح في الأفق خلال شهر سبتمبر الذي نحن فيه.
*صور الأمل:*
تذكرون الحافلات التي خرجت من يووهان وهي تحمل الأطباء عائدين إلى ديارهم بعد السيطرة على فايروس كورونا وقد كان أهالي يووهان يودعون موكبهم على طول الطريق بالتصفيق تحية لهم.
لقد كان ذلك أو بوادر انفراج الجائحة التي أخذت صور ذلك اليوم أهم حدث في الجائحة.
وقد بات الناس خلال فترة أغسطس آب وأيلول سبتمبر تتطلع للصور التي تبهج النفس فهم يتطلعون إلى الصور التي تعني (الأمل) وعودة الصفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية، ولعلّ فتح الحرمين الشريفين كانت الصور المبهجة عند جميع المسلمين قاطبة إذ كانوا ينتظرون ذلك المشهد البديع بفارغ الصبر بعيداً عن عالم جائحة كورونا.
Post A Comment: