إنّي أحبُّ الياسمينَ وحسبُهُ         
أنِّي ورثتُ منَ الجمالِ العلّـة
فأُحبّها ، وأُحبُّ صولة حرفها       
هذا لعمري في الغرام أقلّه !
عمري تكوّم في سحابةِ عاشقٍ      
ورأيتُ أسرابَ الظّباءِ تدلّه 
ورأيتُني طفلاً يُشاكسُ زهرةً         
ورأيتُ ظلَّي لا يفارقُ ظلّه
ورأيتُني في بحرها موجاً همى      
والودُّ يخطبني لأعذب جُملة
فشفاهُها نصّانِ يسري فيهما         
ريقُ الحياة وأحرفٌ مبتلّة 
وشفاهها كسفينتين وشاطئٍ          
والموجُ بحارٌ يعاقرُ قوله    
وشفاهها خصمان في عُرْفِ الهوى    
إنْ سافرا جادَ السُّهادُ بِقُبلة
إن سافرا فشراعُ قلبي رايةٌ       
تعلو تِلالي ، والحبيبُ تُقلّه
وأريجُ زنبقةٍ طلاءُ خدودِها           
وخدودُها للتائهينَ مِظلّة
إنَّ الـدّلالَ عباءةٌ تحلو لها           
هذا الدلالُ براعمٌ مخضلّة  
إنَّ الدّلال لها تسمّرَ واقفاً            
وأقام في طرف القوافي دّولة
لمّا انبرى قلبي يُشاغلُ قلبَها        
أسَرَتْ فؤادي منذُ أول جولة
فجَعلْتُني نهراً يروحُ ملبّياً           
كفراتنا يرنو للُقْيا دجلة
وجعلْتُنِي طيفاً يطيرُ غمامةً        
وجعلتُني رمحاً يغازلُ نصله      
إنّي أحبُّ الياسمين فردّدي         
القلبُ غيثٌ ، والسَّنابل حبله



Share To: