"""""""
يفصلني عنها شارع ليس بالضيق كي نتصافح من نافذتي  ولم يكن بالمتسع  فتغيب عن عيني ملامحها ،هي أرملة في عقدها الرابع ،أختلس النظر إليها من ثقوب شباك غرفتي التي تقابل غرفتها الوردية والتي أمتلأت جدرانها بصور مشاهير الغناء أنظر إليها من الثقوب التي بدت كهالة أحاطت بوجه القمر  ،وهي تنثر لعصافير لها مسجونة في فقصها الفضي اللامع ماتأكله فلا يجتمع عليها الحبس والجوع ،تعودت  أن تصحوا مع مخاض الليل الذي يُصرع كل يوم بولادة صبح بهيج يخرج من بين قبضة العتمة ،فتغرد العصافير لوجهها و كأنها لم تنم ساعة ،رائعة الطلعة  يرمي بالجنون من قال أنه رأي قمرالظهيرة في حضرتها ،متدلية ضفائرها شابهت عرف خيل الأساطير الذهبية، تردد  النسائم خصالاتها  لتداعب الخد  الجين المشرب بحمرة كأميرات الفرنسيس ، يتيه في وصفها الأمير الضليل ، تملك لؤلؤتين متسعتين تسبحان بهما  في فضاء الصبح المتسلل من بين  كفي الليل الذي تجهم  من تغلب نقيضه عليه كل يوم فأرى  بفضل تلك الغلبة كل هذا الجمال ،  ساعتها يأخذني الخجل من نفسي ،فأنا أرمل في الخمسين من عمري وهي   كفلك مشرعة جائتها الريح بما لا يشتهي الحظ ،فأرمم ثقوبي و أفتح نوافذي  لأري طلعة من حوت في نفسها كل النساء ، فابتسمت وكأنها تراني فليس للقمر حسابات أخرى ٠  



Share To: