....
العذابات الكبرى تحتاج إلى أولياء وقسسة و رهبانا حتى يصبروا على ٱوجاعها و يكملوا المسير نحو الشروق الٱبدي .
" جوزيفين سريكس " صعيدية المولد بنت محافظة أسيوط ، مسيحية الديانة واحدة ممن دمر الفن أسرهم ..
في عام عشرين من القرن الماضي بمحافظة أسيوط ولدت جوزيفين و التحقت بمدارسها ، انتقلت بعد ذلك إلى الأسكندرية حيث قابلت هناك الأخوين لاما ...
الأخوين لاما، التشيكيين الجنسية الفلسطينيين الأصل و اللذان ساهما في نشأة السينما المصرية و أول من أدخل كاميرات و معدات تصوير لم تدخل مصر من قبل ..
ارتبطت جوزيفين بعلاقة حب مع الفنان بدر لاما و تزوجا بعدها شاركته أغلب الأفلام التي كان ينتجها أخوه إبراهيم لاما و يكتب قصتها أحيانا ..
موت بدر لاما عن عمر يناهز الأربعين بعد فترة زواج لم تدم أكثر ثلاث سنوات كان بمثابة الصفعة الأولى من غدر الحياة على وجه " بدرية رأفت " وهو الإسم الفني الذي أطلقه بدر لاما على زوجته ....
توقفت بدرية عن التمثيل فترة معتمدة على إيراد الشراكة في الاستديو الخاص بالأخوين لاما ، إلى أن اشتعلت فيه النيران لتقضي على كل أشرطة الأفلام و معدات التصوير و أحلام بدرية رأفت في العيش بحياة كريمة ...
تبقى لها إبراهيم لاما شقيق زوجها و أبنها سمير ، لم ينتظر القدر طويلا في أن يسلب حلمها قبل الأخير بالبقاء في مصر .
حيث انتحر إبراهيم لاما بعد أن قتل طليقته الأجنبية بعد أن رفضت الاستمرار معه بعد خسارته كل ثروته ..
في الوقت الذي قررت فيه بدرية رأفت الهجرة من مصر أقنعها المخرج سيد زيادة بالعودة للفن من خلال بطولة فيلم " اللقاء الأخير " و كان هذا أخر ما يربط بدرية بالمكوث في مصر ، حيث أن الفيلم حمل من صفات الواقع كثيرا ، بعد أن مُنيّ الفيلم بالفشل كان أخر لقاء فعلا يربط بدرية بالسينما بعد تسعة أفلام قبله .
هاجرت بدرية إلى كندا حاملة معها أوجاع الفقد و ٱلام الماضي و تاركة خلفها صورة باقية في تاريخ السينما المصرية ، و سؤال :
هل الحياة خُلقت حتى تهب لنا كل شيء؟
Post A Comment: