مقال بعنوان (بين القسوة و الجبروت حُب لم يُنهيه غير الموت) بقلم وائل الأسمنتي كاتب وشاعر وروائي من مصر

في ٱحايين كثيرة كسر الحب بين الفنانين القواعد، وحطم الحواجز ، سواء في فارق العمر، أو المادة، أو الشهرة، أو الديانة ...

سوف نجد ثنائيات كثيرة تحديدا في موضوع الديانة تجاوزت المسافات المتباعدة بعد أن قربتها القلوب .

على سبيل المثال لا الحصر " أنور وجدي وليلى مراد" و " بدر الدين جمجوم و فيروز " و " المليجي و علوية جميل " وهو الثنائي الذي سوف نفرد له مساحة اليوم ..

علوية جميل ذات الأصول اللبنانية والمولد المصري و الديانة الكاثوليكية المسيحية ، و ابن قرية مليج الفنان محمود المليجي ....

الإثنان اشتركا في نفس عام الميلاد ١٩١٠ ، و قاما بتجسيد أدوار الشر في معظم الأدوار .

جمعهما المسرح في بدايتهُما الفنية ، وإن كان نجم علوية أسطع وقتها من المليجي ..

علوية كانت وقتها مطلقة ولها ثلاث أبناء من طليقها الذي لم يستمر زواجها منه غير بضع سنين ..

و المليجي كانت أدواره ثانوية حد الظل، بدأت مشاعر الحب تتحرك في دواخل علوية ناحية المليجي ، على الجانب الآخر كانت أم المليجي تلفظ أنفاسها الأخيرة، حاجة المليجي إلى العمل والمال منعته من أن يظل جوارها حتى وصلهُ نبأ وفاتها .

لم يكُن المليجي يملك من حطام الدنيا شيئا ، حتى ثمن التذكرة .

جاء تدخل علوية جميل سريعا مُنقذا ، حيث أقرضتهُ مبلغ عشرون جنيها ، وساندته معنويا ..

وجد المليجي في عُلوية بعد هذا الموقف سند وكتف  حنان يُلقي أوجاعه وأحزانه عليه ، ربما وجد فيها كذلك عوض أمه

 ولكن حُب علوية كان أقوى بمراحل من حب المليجي .

الذي كان يشعر دائما أن هناك غيابات كثيرة لا يكفي حضور علوية لاكتمالها .

المليجي رغم ما نجح في رسمه من ملامح شريرة على الشاشة ألا أن تلك الملامح كانت تخفي خلفها شخصية ضعيفة واقعيا أمام علوية جميل، عُقم المليجي وعدم قدرته على الإنجاب ربما كان سببا في هذا الرضوخ ، في المقابل ابناء علوية من زوجها السابق جعلت أكف الميزان متساوية زائد حبها الشديد للمليجي .

طبّقَ المليجي ما كفلته له الشريعة الإسلامية من حق في الزواج مرتين بعد علوية الأولى من درية أحمد التي إلتهبت بينهما قصة حب أنهتها علوية بعدما علمت ذلك بأمر مباشر للمليجي و الذي سقط في أول الطريق من نظر درية بعدما رضخ لأمر علوية جميل ...

و الزواج الثاني من ثناء يونس 

الذي نجح لمدة ١٥ عاما و ماتت علوية دون أن تعلم عنه شيئا .

نجحت علوية أن يكون زواجها كاثوليكيا من المليجي من وجهة نظرها معتبرة زواجه من درية أحمد أثم و غلطة ..

رحل المليجي قبل علوية بعشرة سنوات عن عمر يناهز ٧٣ عاما و هو يمارس عمله بالأستديو .

بينما علوية انقطعت عن العمل قبلها بفترة كبيرة و تفرغت لزوجها ...

               علوية جميل مع محمود المليجي