غضب ضابط السرية على:عبد النبى حسن مرسى من شوبك بسطة شرقية ... زميلى فى التجنيد فنحن نخدم سويا بسيناء فتوجه الضابط إلى أمرا بصفتى الأقدم والمسؤل عن السريه بصفتى الجندى الذى يحمل شارة ترقية أن أقوم بكتابة أورنيك ذنب(عقاب )على ما اقترفه عبد النبى من تكسير الأوامر وعدم طاعة الضابط فى الحقيقة أفعال عبد النبى كانت فى بعض الأوقات تغيظ وتثير الحنق عليه  ولكنى مشفق عليه من العقاب و من غضب الضابط ليس لأنه صديقى فقط وأنه أحبه وهو من أنبل وأجمل الشخصيات التى ممكن أن تقابلها فى حياتك دعك من كل تلك السفسطة الذهنية ... ولكن فى الحقيقة عبد النبى حسن مرسى يبادلنى كل ذلك وأكثر فهو يقدم لى خدمات جليلة فهو الذى يصنع لى القهوة والشاى الليبتون وارد إنجلترا ال فى الباكو الأزرق القديم   والذى كنت أشتريه من بورسعيد وأنا عائد من الأجازة قبل أن أقلع عن تناوله نهائيا ولم أعد أتناول من كل المشروبات الساخنة غير القهوة السادة فقط  ....

أصبحت بين مطرقة الضابط وسندال زميلى الذى أتمنى أن لا يعاقب.....فكتبت أورنيك ذنب لعبد النبى ابتعدت فيه عن الأسباب الحقيقية التى أمرنى الضابط بذكرها  وغصت فى شخصية عبد النبى وكأنى أكتب سبرته الذاتيه  وكيف يتصرف مع زملائه  وأنهم بحبونه كثيرا وكيف وكيف ... كتابة لا تصلح للعقاب ولا  للجيش إطلاقا ولا تصلح لمدرسة إبتدائ ثم ذهبت أنا وعبد النبى لقائد الكتيبة الذى يعرفنى جيدا وتناول الأورنيك وأخذ يقرأ ثم يبتسم وبدا عليه أن يستمتع أثناء القراءة من طرافة الموضوع فتفاءلت خيرا وكان فى حالة نفسية أقرب للعفو منها  للعقاب ثم نظر نحوى قائلا بلهجة ومشاعر أبوة :أنت أل كتبت الاورنيك يا:ديب فقلت نعم يا افندم أنا فأردف بعد أن فهم الرجل النبيل أننى أطلب بصورة مبطنة العفو عنه.......ثم قال:وما هو رأيك أنت يا ديب فقلت:ليس لى رأى الرأى ما تراه سيادتك : فقال بأن الأورنيك يصلح أن يكون قصة أدبية وضحك بصوت سمعه كل من بالمكتب وقال: لو أخذت بأقوالك التى جاءت فى الأورنيك  فلن أعاقب عبد النبى ولكنى أكافئه عن أعماله الجيدة التى ذكرتها عنه ثم ضحك مرة أخرى وبصوت مرتفع عن المرة السابقة ثم أمرنا بالانصراف ولم يعاقب عبد النبى الذى صنع بعدها مباشرة قهوة ثم نادى على السيد فوزى الذى يمر أمامنا ، ومد يده فى جيب سترته وأخرج منها علبة السجاير  واخذ واحدة ثم أشعلها دون أن يستأذن سيد فالعلاقة بينهم تسمح بأكثر من ذلك ثم أخذت السيجارة تنتقل من جانب فمه الأيمن إلى الأيسر دون إستعمال أصابعه وكأنه لاعب سيرك قديم، وأنا أرتشف من القهوة بنهم ولذة نخب البراءة  وعبد النبى ينظر لأعلى وكأنه عاشق متيم ثم يطلق دخان سيجارة السيد فوزى بعد أن  أحتجز منه كمية كبيرة بصدره باتجاه سماء سيناء ....



Share To: