يقول سارتر في مسرحية الذباب
(ان كلاً من الحرية والارادة شيء واحد فبالإرادة نتمكن من التمييز بين الخير والشر وليس من خلال العقل ، فالعقل وحده لا ينفي ولا يثبت اي شيء بل دوره يقتصر على تصور المعاني والأفكار ، ولكن الإرادة على حسب ما يرى سارتر هي العصا السحرية التي تقودنا لفعل اي شيء وتحركنا تجاهه وايضاً لتركهِ)
مسرحية الذباب اول محاولة جادة من سارتر لولوج عالم الكتابة المسرحية وتعتبر من أشهر أعماله تدور احداث الرواية في اليونان القديمة في مدينة آرغوس ذات التاريخ الأسطوري الذي بني من حوله بعض اجمل وأروع قطع المسرح اليوناني القديم
يتنكر جوبيتر وهو الاله بزي رجل ذي لحية يتبع خطواته خطوة خطوة وحين يصل أوريست المدينة وهو الانسان المثقف الحر متبرعاً بجوبيتر الذي يعتقده مسافراً في ركب الطريق لايوجد في انتظاره في المدينة غير رفوف من الذباب ، يقول جوبيتر انه ذباب ذو قيمة رمزية انه يمثل الندم الذي يتأكل اهلٌ آرغوس على مقتل ملكهم آغاممنون الذي لم ينسوه ابداً وهاهم لايزالون بعد كل تلك السنين يرتدون اللون الأسود حداداً عليه .
المسرحية خطاب يحمل دلالات سياسية تصب مباشرة في صلب المقاومة المطلوبة ضد الاحتلال الألماني لفرنسا وضد سلطة الماريشال بيتان الذي صار رمزاً لذلك الاحتلال ورمزاً للخيانة غير ان احداث المسرحية لا تقف عند هذا الحد اذا ما ان تنتهي الكترا اخت أوريست خطابها حتى يتدخل الملك جوبيتر في الامر بدوره مؤلباً للجماهير ما يدفع إيغست الذي استلم السلطة في مدينة آرغوس بعد ان قتل اغاممنون والد اوريست والكترا وتزوج من كليمنسترا زوجة الملك المغدور ، مما دفع ايغست هنا الى الإحساس بالخطر فطرد الكترا التي تلجأ الى معبد كان اويست مختبئاً فيه ، وهنا هذه المرة يكتشف اوريست امام اخته حقيقة شخصيته وإذا يتفقان ويفاتحها اوريست بانه راغب ازاء كل ما يحدث في ان ياخذها بعيداً من آرغوس لكنها ترفض الهرب لقد كرست حياتها من اجل التخلص من ايغست وعلى اوريست مساعدتها وتفلح الكترا في تحويل موقف شقيقها من التردد الى القرار ويعلن انه لابد من قتل ايغست الان ... وعلى الأقل حتى يتوقف الذباب عن الطنين ولكن الذي يحدث هو ان الكترا ما ان يتولى اخوها قتل ايغست وزوجته كليمنسترا ( أمه) يحدث .. فيكون جوبيتر خير مخلص لها فيما تلاحق جماعة الارينيين (وهم آلهة اشرار يتولون عادة قمع المجرمين) اواريست بغية معاقبته على ما اقترف .
Post A Comment: