_______________________

بعد أن إغتسلت من التعرق
 الذي بلل جسدها البض
 من الخبيز والكنيس 
ووضع العلف للبهائم في الحظيرة
 وإدخال الأرانب  والطيور المنزلية 
في مساكنها
جلست تسرح شعرها
 الطويل المسكوب 
على حجرها
 بمشطها المزخرف بالورود
 الذى أحضره لها من البندر
 في أيام مضت كطرفة عين
كانت جدران البيت تتمايل
 مع صوتها العذب 
وهي تغنى
  " زارع في قلبي وردة والنبي ياما ما تقطفهاش "
وتلقي ببصرها فوق الباب 
بين لحظة وأخري.

يخرج من مقام سيدي عبد الرحيم
 بعد أن يقرأ الفاتحة
ويسأل الله أن يسترها معه
يمشي في شارع " الصهريج " 
المكتظ بالباعة والنساء
 ذوات الأرداف الممتلئة ،
 تسبح عيناه فوقها 
وفوق قمصان النوم والملابس الداخلية  
المعروضة في  "الفتارين " 
يخرج منه بطلوع الروح
 وفي كفيه كيسان يرفرفان 
 بين يديه
وفي عقله 
تسبح صور شتي ، 
وعصافير تنقر فوق زجاج القلب

حين يعود إلي البيت
 يفرغ ما بين يديه في حجرها
ويفرغ ما يتبقى
 في غرفة نومه
 فتتفجر الجدران بالصور

في قلب الليل يقوم ال...
يستلقيان فوق حلم جديد
يخشى الموت ويد المجهول
فيطبق ذراعيه عليها طبقا ،
 يستنشق روائحها
 المسكرة المتصاعدة من خلاياها الفائرة  ،
 يغمض عينيه 
ويتأوه ،
 فتأخذ هي نفساً عميقا 
 تتأهب ذراتها
 فتتفتح كزهرة أبنوس فرعونية 
تضرب جذورها في أرض
 تتهيأ لغمر
 يروي الشقوق الممتده 
في الجسد والروح ،
 تصير كنهر
 يهدر في جنبيه طوفان مكبوت
 يحمله فوق الكون
 على ألواح ودسر ،
 يتأرجح بين الموج ،
يأخذه دوار البحر ،
 يمد يديه إلي رأسه 
 يعصر عقله
 فتتساقط منه الصور ،
 تمتلء الغرفة
 بطوابير المتسولين والمقعدين 
وأمراض الجهاز التنفسي
 التي يغمض عينه من الوجع
 كلما مر بهم ،
 فتسقط العصافير
 في جمر الغياب وتتهشم أجنحتها فوق لوح الزجاج
 فتنهمر الدموع  فوق الأجساد
وينطفأ حلم آخر 
كمصباح ضربته الرياح
 وأطبقت عليه مجرة من الظلام 

: مميتة صارت أحوال البلاد
وينفجر على صدرها في البكاء
تربت على ظهره 
وتقوم لتغتسل من الدموع 
التي ملأت جسدها البض ،
 فتتكاثر الشقوق

 وتسدر عيناها
 في قلب المجهول.
 



Share To: