محمد إبنى عندما إنتقل من الإبتدائة وأصبح فى أولى إعدادى :دخل علينا البيت و هو يحمل أربع حمامات من الحجم الكبير وعندما سألته عن ذلك الأمر قال:بأنه سيقوم بترببتهم حتى يصبحوا ثمانية ثم ستة عشر حتى وصل العدد لأكثر من ثلاث مائة وكانت تملأه فرحة عارمة وشغف شديد ويمنى نفسه بمستقبل ولا أجمل فى ظل تربية الأربع حمامات ولكنى قاطعته:أين ستضعهم ونحن ليس عندنا مكان لهم فذهب للبلكونه وأحضر صندوق مفشفش قام هو بتصميمه عن نجار من سلخ رقيقة أقل من ملى متر ليست متصلة ببعضها وكأنها ملتصقة بصمغ وعندنا وضعه على الأرض مال الصندوق متكوما ناحية اليسار من شدة تفسخه فحاول أن يجعله معتدلا فمال أيضا ناحية اليمين فقلت إن هذا الصندوق لو حبس: بداخله أصغر عصفور سيحطمه ويهرب منه ولكنه أكد بثقة شديدة بأن الصندوق متين فقام بوضع الحمامات الأربع بداخله ثم وضعه فى البلكونة ثم أردف يطمئننى : لا تخف ريشهم مقصوص حتى إذا طاروا لن يستطيعوا الذهاب لأبعد من البيت ثم ذهب للنوم بعد أوصانى برعايتهم حتى يعود من المدرسة فى الغد إن شاء الله فطمئته ووعدته برعايتهم ...
وبعد عودته من المدرسة انطلق إلى البلكونة لم يجد الأربع حمامات ووجد الصندوق كل سلخة منه ملقاة فى إتجاهات عدة بعد تحطيمها وفشفشتها لاكثر من قطعة من شدة ضعفها وهوانها على الحمام الذى فعل ذلك فى الصندوق قبل أن يهرب ثم سألنى عن الحمام؟ فقلت له : فلان إبن الجيران قال بأنه له شئ ضائع فى قطعة الأرض التى كنا نزرعها كجنينه أمام للبيت كمتنفس له ، وأنا من أعطيته المفتاح أكيد رأى الحمام بداخل الجنينة وأخذه ، أنطلق محمد قبل أكمل كلامى على الفور وبعد دقائق معدودة عاد ومعه الحمامات...
فقلت له لقد فشلنا سويا. أنت فى عمل صندوق متين يحغظ الحمام، وهو سوء تقدير منك وقلة خبرة.
وأنا فشلت فى :المحافظة عليهم فى غيابك وأعطيت من أخذهم المفتاح بيدى. وإذا أنتشر هذا الذى فعلتاه ستسوء سمعتنا ويضحك علينا الجميع...... الفشل والخطأ ليس عيب ولكن العيب أن نتمادى فى الخطأ ثم تكون النتبجة مزيدا من الفشل ......يبدو أنه أقتنع بما قلت فسألنى ما الحل إذا قلت على الفور "الحلة " هى الحل قال لا أفهم قلت نذبحهم على الفور ونتناولهم فى وجبة الغداء ونرجئ السمك ليوم آخر وقد كانت وجبة ولا أروع ولا أشهى إنتهت قصة الحمامات الأربع التى كان متوقع لها فى حالة نجاح المشروع أن؛ تتخطى الثلاث مائة حمامة ....
Post A Comment: