سيدة الفجر 
مدي كفك وعطريني 
وبندى يديك أمطريني 
فكم راوغتني همسات تأوهاتك 
غيابك قد طال 
أقيمي محرقة أقمارك بأدغال مائي 
إطويني في عينيك بحارا 
زغرديني دمعة عناق 
تهلوسني 
تجعلني لا افيق
بنواقيس صوامعك 
إستيقضت كل أقماري 
وكنت ساحرة أشجاني 
كم دارت بي السماء 
وأنت بعيدة 
وكنت أعاني خوائي بدونك 
ويصدح صمتي في صحراء بعادك 
كنت كلما أتيت 
تجديني مكدسا على رفوف نضجك 
وتفرطيني كعنقود عنب
في سريرك 
وأشعر إني أزف لكل النساء 
والأرض تمزق قمصانها 
فكيف لا وعلى مهل تقبليني 
أغني لهذا الفرح 
وأشدو لهذه الشفاه
فقد كنت أغفو
على حزني متعبا
وأصحو حفنة من تراب 
بعد قليل سأغلق كل النوافذ 
لأسترد شيء من النور 
ثم أدعوك لدائرة الرقص 
فما عاد لي إلا قراءة سر تلك الأنوثة منك 
فها أنت ترضعيني 
حليب أنوثتك سحرا
فما عاد بعد مجيئك 
متسع للكلام
خصبيني بخفقة من قلبك 
واجعلي ومضك 
شمعة ليل يجمعنا 
فحقول شقاوتي 
تهالكت بوصل غيثك 
واستغاثت كل أوصالي منك إليك 
ما زال حضورك 
يبهرني 
ويخلصني من كل آثامي 
لا تبتعدي كثيرا 
وتحيليني وطنا مثقلا بالآثام 
فطيور الوقت أصبح لها مناقير 
تأكل من راسي 
سيدة الفجر 
كان صيامي من قبل الحضور لألف عام 
وصلاتي في محراب العتمة السرمدية 
فطعمي بين يديك يكتمل في حضرة نيرانك 
ما بقي لي بعد الآن 
غير مفتاح روحي 
وسوسنه 
وأنا 
وعصفور وطني 
ينادي الجرح الغائر 
مدى الزمن 
ويرفع دمه لآله 
ماذا جنيت ؟؟؟؟
أكل هذا لي من الآثام 
اسمعني قليلا أيها الإله 
ولا تغادر المكان 
فكل طيور النورس قد بدأت رحلتها 
وسكنت كل أرض أنت فيها 
ماذا جنيت لأكون بكل تلك الآلام 
ينبغي علينا 
أن نطالع دفتر العمر 
قبل انحسار الفصول 
وهطول المطر 
وقبل أن يأتي زمن الكهولة 
وعصا أتوكأ عليها 
سيدة الفجر 
قبل أن اسلم نفسي إليك 
كنت أتسلل لمخدعك 
وانثر زعفراني بجديلتك 
واخبأ تحت وسادتك تعويذة 
كنت أنتظر أن تقدي قميصي من قبل 
وتجمعين نساء الحي 
فكم طال الزمان 
وأنا أداري عن عينيك حريقي 
واختبأ خلف حدود الوجد منك 
سيدة الفجر 
ادعوك هذا المساء  القادم 
لنسهر بشرفة القمر المطل على وطني 
ونشرب كأس محبتنا الأول وقبل الأخير
وفنجان من قهوة مرة 
وننسى حفنة من أوجاع منسية 
وبعد سطر وأغنية وألم 
ووطن 
سامحيني إن احتللت صومعة قلبك 
وامتطيت جواد الهوى منك 
ورحلت بك لأبعد وطن 
هناك عند زهر اللوز أو ابعد
وبقينا في تسابيح الوقت حتى غفوت
عرفت وقتها  كل الاسماء لك
انت نبية وحكاية وزمان 

>>>>>




Share To: