الغرفة لا تعجبني ..
لون الجدران باهتٌ كالحزن ..
الفوضى تعمّ الأرجاء كقلبٍ مُشتّت بين حنينٍ وكرامة ..
كوب القهوة انتهيت منهُ لكنّه لازال بجانب المنفضة ..
والسّجائر لا تفارق شفاهي كأنها جزءٌ من فمي ..
كأس اللّيلة الماضية يأنُّ من بلل دموعٍ عالقة بجوانبه منذ البارحة ..
ولا أحد غيري سيغسله من وجعه ..
السّاعة تدور بإتجاه الموت ..
الكتب قرأتها مرتين لأكوّن صداقةً مع أبطالها ..
قلّبت أوراق ذاكرتي بحثاً عن أملٍ ينتشل جسدي من الخراب ..
لكنّ الذكريات لا تعيدني إلّا لغرفتي ..
الغرفة لا تعجبني ..
صغيرةٌ كجُحر نملةٍ وحيدة ..
معتمةٌ كسجنٍ انفراديٍّ لمتهمٍ بمقالة جريئة ..
صامتة كرجلٌ يكبتُ ضعفه أمام طفله ..
هادئةٌ كفكرةٍ جبانة ..
مخيفةٌ كرصاصة تمرُّ قرب رأسي ..
كصوتِ عسكريٍّ يشتم بريئاً ..
الغرفة لا تعجبني ..
لكن لن أخرج كي لا أشعر بالوحدة ...
كي لا أكون جثةً في مقبرة جماعية ..
هذه الغرفةُ ..
ضيّقة .. ضيّقة ..
لكنّها أكثر اتساعاً من الكون ..



Post A Comment: