قالت :
بزغ الشّيب على لحيتك
كأنّ مدينتك ترتّبك بلا وقار
متعبة جفونك 
كأنّ سهر الليل على عتباتها ليس إختيارا
تعالى إلى عمرك القديم 
نوشّح بالخطيئة شوارع الغربان النّاعقة
نفجّر جهرا لغميّة عقارب السّاعة
يا سيّدتي
لا أملك سفينة نوح
ستبقين على اختلاجات الإفلات من مدينتي
تبصرين قتال الأضداد بلا رماح
تنام العشائر والقبائل في النّفوس
لن تكتبي نصّا في الحداثة وما بعدها
ستزورين الإرتداد في كلّ شيء
تخضّبين يدك بحنّاء 
ستأكل وقتك زينة اللّحظوي
على مهل تترشّفين الشّاي
 وتكرّرين تذوّق السكّر
ستنامين باكرا حسب شريعة السّبات
لن يغفل أحد عن خروجك الصّباحي عارية الشّعر
يطالبونك بأخرى من لحمك
تغطّين القصيدة بوشاح
لن تمسّي الإستثناء في تراتبيّة الأشياء
كنغمة هادئة في عبوس شيخ وحيد
تمرّين كما الشّبح، لا أنت ولا أنا اقدر
يا سيّدتي ،
ديونيسوس لم يفتح مدينتي
كأنّ هيرا تطوّقها
بعيدة عن الإحتفاء، لا يد تعتّق الفرح
 لا جنون
إن لاح لك وميض، فقط بعض إستثناء يحترق
لا جدوى من المجيء اختاري جغرافيا أخرى
غدا تفهمين
... وتلك حروف إسمي لا ملك لي في تراتبها
سبقتني
اناديني بالخلاف لعلّي اجدني دون بطاقة الهويّة
على جناحيّ فراشة خارج أرشفة الإنسان
يا سيّدتي
غارق في مسوّداتي، لا أبتغي بياض جبهتي
أفرك فروة رأسي، أريد تفريغ مخّي
أخرجه بخارا
يصّاعد إلى ماوراء الغيمة
يعود مطرا
اُعدم باعة المطاريّات
وأذيال الإحتماء من الإغتسال



Share To: