كيف حالك 
يا أرضاً 
منك يفوح عبق الأزهار
يسيل عرق الأحجار
والأشجار

كيف حال قلبك المسروق
أسمَعُه يصرخ في وجه 
خراب غريب 
الأطوار

رأيتك 
في يقظتي
بلون الأعماق
تفرغين جيوبكِ من كل الوصايا

رأيتُ رُباك حزينة
تشتكي للصمت، للريح... للمطر
رأيت سنابلك
بكل حياء 
ترقص نصف مذبوحة
ومن ثغرك رأيت قبلات هاربة 
من شفاه الأشرار

عارية ...
عنك نزعوا رداء الوقار
في نايك نفخوا عزف جذبة دراويش
أصابوك بدوار
أزعج يمامات غافيات
على أغصان منزوعة الأشفار

رأيت ورأيت ...
غربانا جائعة، خائنة، ... غانمة
تبتلعُ الحصى 
والأرقام
تدفن الألحان المقدسة في وَحل
ما تركُوا غبارَ حوافر
إلا نثروه على فِستانك التليد

حالك أيها الأرض
يشبه حالي
زرعوا في أحباقنا نشوة الغرق
يحزنني نواح كمنجات
أضاعت نطق كلمات العشق والحب والاعتذار ...
تنحني بشموخها
لتلتقط فتات
أوزار

حالك أيتها الأرض
يشبه حالي
لون وجهك تغير
أنظري كيف علمونا أن نروض اليأس
أن نرسم الصمت 
على الأكفان
وأن نستحمل رعونة الغبار





Share To: