إلى الأنثى الألقة
التي غازلتني على بعد طاولة ونيف
أنا يا سيّدتي أبعد من مدينتي
أقرب لاحتضان الرّصاص في المدى
ما رأيتِهِ لا يعدو ان يكون سوى محطّ واسع للفراغ
لا يهبط في باحته وحي ولا طائرات
لم أعد اُربّي إنتظارا أو شهقة زائغة
نفضتني يد اللّه إلى هنا
مازالت صرخة الولادة محتدمة بلا رافعة
أخلد لوسادة سيوران
أسحب كل الإمكان من الآتي
أخاتل الصباحات كي يعتري وجهي شحّ الألوان
يدوّرني دون كيشوت في طواحين الشيء المعتاد
يؤتي بي عودا على بدء إلى منفضة سجائري واكتحال قهوتي
لا ترتاح الولّاعة على طاولتي
أنفاسي نكوتينيّة، تلهب في كل هنيهة بركانها
يصّاعد الدّخان مع أنفاسي
ما جدوى تعلّقك بهذا الغائر المتلاشي
أيّ بساط أوصلك لغمامتي
لماذا لا تنظرين إلى وجهة أخرى
هناك خلف النافذة يوجد وميض
لماذا تصرّين على إهدار قهوتك
لا تمرغي لحظتك في مرارة التّمنّي
إنّي أكبر من خيبة العالم
مرّت بي أكثر من حرب نائحة
ومازال البسطاء يخافون حربا عالميّة ثالثة
خصلات شعري أربّيها لتمشيط خيبتي لا أكثر
عانيت كثيرا من خصلات سياط الوجع على ظهري
كان سيزيف يحمل عقوبته في مفازع روحي
صار حجرا كل التّداعي على رأسي
يا سيّدتي إنّك أكثرت من طلب الولّاعة
مشيتك بين طاولتين شدّت إنتباه النّادل
يفرغ المنفضة بيننا أكثر من اللّزوم
لعلّه إستدلّ لرغبة ما على تفاصيلك الألقة
لماذا أثلجت أحصنة جموحه بأن طلبت منه الإتيان برقم هاتفي وحسابي الإفتراضي
إنّه كان يسعى لأن يرتّب رقمه بطقوس عبوره
أليس أجدى أن إلتفتّ لملامح لهفته
إنّه الأقرب لإشارات إكتنازك وحسن ملامحك
أنا يا سيّدتي أمشي دوني
لا تأبهي لحضور الإطار
إنّني في المعنى الزئبقيّ لكلّ شيء
أصطادني أيضا في إبحاري الداخلي
ظاهرا يطبق فمي على إحتدام بركاني
العمر الحقيقي لا يلبسني
ثمّتا لون واحد للذاكرة
تصبغه باخرى أجراس الوقائع
تستنهض غفوات الفصول
على ملح مسامنا ونتوءات أجسادنا
يقرعنا طبل منسيّ على ضفاف التّجني
ينساب النّهر بين ضفّتين
يصبّ في شعاب إلتقاء الإرتداد
السدّ الذي شيّده التناسي يعجز عن سيل التلاطم
يفرغ جنباته على محامل قلوبنا
يمسح غبار الأرشيف
تلوح العناوين
إشراقات ضوئية مخاتلة
أنهيت علبة سجائري
وقهوتي نفذت
النّادل ينتظرني،
مدّني بورقة تحمل رقم هاتفك
قال: "مرحى لك والقهوة دفعت ثمنها السيّدة"
يعتقد لعلّه الآن أنّي أواعدك
غدا سنغرق جميعا ،
تتبلّل أوراق البيان البرٌي، تغتسل من ألوان الطّيف
الحروف تتواعد في ظلّ العشب البحريّ
تنام على تجوّف الزّخرف الصّخري
تمارس الغوص بلا ملابس داخليّة ولا تنقيط
تفتح مسامها بلا مؤاربة
عذراء بلا تاريخ، لا شيء غير الملحيّ في الجنبات
تنادينا إلى عرينا، مكاشفة بعيدة عن الحبر
تقف الأنفاس على مرفأ المتداول
Post A Comment: