في أكثر الأيام يعود حمدي متأخرا للبيت وهذه عادته في الثانية صباحا أو أكثر. ثم يلقي السلام علي زوجنه ترد عليه بغضب وبلهجة وأسلوب أقرب لأستجواب رجال الشرطة للمجرمين :أين كنت كل ذلك الوقت ولماذا لم تتصل بى ولماذا تنظر إلى هكذا ألست زوجتك.؟ يرد عليها بلهجة غضب أشد :وما شأنك إنني رجل ولا يحق لك أن تحاسبينى كلما تأخرت قليلا خارج البيت ..يعلوا صوتها مهددا له أنها لن تبقي معه دقيقيه واحدة في البيت بعد ذلك ،تتصل بأهلها يأتون البيت على عجل ثم يبدأ ببنهم وبين حمدى نقاش فى محاولة من أهل الزوجة معرفة أسباب الخلاف بين الزوجين والمفاجأة أن حمدى لا يعرف أسباب أخرى غير أنه تأخر بالخارج وفصل تليفونه الشحن فلم يستطيع الإتصال بها ليخبرها بذلك ... يعلوا النقاش حينا ويهدأ أحيانا أخرى بين الطرفين ، ثم تتدخل وتقتحم الزوجة النقاش وتطلب من والدها أن يطلب سيارات لنقل العفش لأنها لن تعيش مع هذا الرجل بعد الآن دقيقة واحدة فيطلب منها الأب الهدوء والتريث مذكرها أننا نقترب من آذان الفجر و لا توجد سيارات في تلك الساعة ثم فترة صمت مفاجئة لعل الجميع لم يجد ما يقوله...
بعد وصول أهل حمدى للبيت متأخرين فترة من الوقت عن أهل الزوجة يبدأ نقاش بين عائلة حمدى وبين عائلة الزوجة يتناول النقاش كل شئ ما عدا مشكلة الزوجين فشمل السياسة و الاقتصاد والرياضة والذكريات القديمة التى تجمع العائلتين حتى يسود بين الطرفين جو من الود العائلى وسماحة وسعة صدر يحسدوا عليها ..... ثم ويتناول حمدي ريموت التليفزيون ويبدأ في المرور على القنوات كسرا للملل ثم بدا على أحد الشاشات فيلم أكشن يضرب فيه البطل كل الناس التى يقابلها من يعرف. ومن لا يعرف . فيطلب منه والد زوجتة التوقف عنده لأن الفيلم مثير جدا فى قصته وحواره وطريقة التصوير فيوافقه حمدي علي ذلك ويضيف معلومات مهمة عن الفيلم وحياة بطله الذى إنتقل من بلجيكا للعمل فى هوليود قبل أن يقول له حمدى :فعلا معك حق لقد شاهدت هذا الفيلم قبل ذلك عدة مرات ولا أمل مشاهدته وخاصة أنه بطولة نجمه المفضل :فاندام..اخذ الجميع يتابع الفيلم مستغرقا فى تفاصيله وغالبية الحضور قد نسى لماذا هو موجود هنا الآن وبعضهم أستغرق فى النوم على؛ الأنتريه ليواصل نومه قبل أن يستيقظ و يأتى لحل المشكلة الزوجية وهى تأخر الزوج بالخارج . ثم ويستخرج والد الزوجة سيجارة من علبته ليشعلها لستمتع بمتابعة الفيلم ،يعتبر حمدي أشعال نسيبه سيجارة من علبته فى بيته إهانة و تعدى عليه شخصيا قبل أن يقسم أنه لن يشعلها إلا من علبة حمدى ... فالرجل في بيته على كل حال وأبو زوجته وله حق الضيافة و إن لم نسيبه ، ثم ينادى علي زوجته ويطلب منها أن تعد شاي لوالدها يتناوله مع السيجارة ثم يستطرد مؤنبا نفسه لأنه تأخر أن يطلب من زوجته أن تعد عشاء للجميع ،وبعد تناول العشاء يؤذن للفجر فتنصرف مجموعة من الرجال للمجسد لصلاة الفجر ونساء الجيران والأقارب في العودة لبيوتهم ...
وهكذا في كل مرة يبدأون بالطلاق ،ونقل العفش ، وعدم استحالة العيشة لدقيقة واحدة وأتهامات متبادلة بين الزوجين وأستقواء كل منهما بعائلته وينتهون بالعشاء ،ومشاهدة أفلام فاندام...
Post A Comment: