السينما هي من أقوى وسائل الاعلام التي تسلط الضوء على قضايا المجتمع خصوصا الأفلام الوثائقية منها، فهي توسع مدارك المعرفة والفهم الانساني للطلبة وجمهور المتابعين لهذا الفن، ومن المعروف أن السينما في غرف المعاهد والجامعات وقد تناولت عدة تيمات أساسية منها نذكر: الهوية، والهجرة، والمرأة، والطفولة، والأرض، والقرية والمدينة، والاستعمار والوطن، ،والتهميش، والاغتراب، والصراع الطبقي، والفقر، وحقوق الإنسان، والتمييز العنصري، ووضعية المثقف والفنان.
ونفهم من هذا أن السينما جزء لايتجزأ من واقعها الذاتي والموضوعي، وقد كانت أيضا في مسارها الفني والجمالي بمثابة كاميرا مكبرة تلتقط تفاصيل كينونة الإنسان ووجوده الشعوري واللاشعوري ، وترصد صراعه التراجيدي في مواجهة واقعه ولاسيما المحبط الذي أصبح بدوره تغزوه القيم الكمية المادية التي دفعت الإنسان على التقوقع على ذاته.
السينمائي والاكاديمي" محمد محسن الابراهيمي" والمعاون في معهد الفنون الجميلة في ذيقار دخل عالم السينما من خلال تخرجة من اكاديمية الفنون الجميلة ،و كون مع بعض الزملاء فضاءً معرفيا داخل المعهد وهكذا دخل عالم السينما من بابها الواسع وكانت البداية عندما تم تعينه في قسم السينما والاشراف على القسم.
أخرج العديد من الافلام وعمل العديد من الورش الفنية لطلابه. وكذلك المشاركة الفعالة في المسابقات الوزارية وحازت افلامه على جوائز وزارية متقدمة وبالاعتماد على التكنلوجيا من اجل الارتقاء بالجيل الجدي معرفيا بالاضافة الى محاضرات قدمها من "صناعة الفيلم"، "قراءة الفيلم" .....الخ أراد من خلال تلك الورشات ترسيخ الدرس الاكاديمي وتعليم طلابه أبجديات الصورة وما وراء الصورة. اما على مستوى الانتاج الفلمي فقد اخرج الاستاذ محمد محسن الابراهيمي عدد من الافلام منها ..
الفيلم الوثائقي ( قناع الرجل الراحل ) الذي أنتجه معهد الفنون الجميلة في ذي قار وهو من سيناريو التدريسي حيدر جبر الأسدي وإخراج التدريسي محمد محسن الإبراهيمي حيث عرض الفيلم في مهرجان قسم السينما والمسرح الذي أقامه المعهد يوم الإثنين 6 / 5 /2019 ، والفيلم يتناول سيرة حياة المؤلف والمخرج المسرحي الراحل ( زيدان حمود ) وتحدث البراك في الفيلم عن التجربة المسرحية للراحل وسمات تلك التجربة ومرجعياتها الأكاديمية فضلاً عن موقعها في خارطة المشهد المسرحي في المحافظة وعلى المستوى الوطني في شهادة وثائقية تلخص التجربة المسرحية للراحل.
يلتقط الفيلم شخصية الفنان الراحل"زيدان حمود" الاديب والمسرحي ، يعتمد الفيلم على استحضاار الذكريات الماضية، والتجارب المسرحية الراسخة في الذاكرة له ضمن مشواره الفني ، ويعني هذا أن الفيلم استرجاعي من حيث الترتيب الزمني والبناء المنطقي، إذ ينحرف إلى الماضي عبر الفلاش باك لاستقدام الذكريات التي مازالت تتحكم في شخصية الفيلم بطريقة شهادات اصدقاء الراحل منهم الدكتور ياسر البراك . شهادات انسانية يحضر فيها الجانبان النفسي والإنساني في تقاطعهما مع الجانب الواقعي والاجتماعي، كما يتداخل في الفيلم زمنان جدليان: الحاضر والماضي، وهذا النوع من التزمين المتشظي والمنكسر يذكرنا بأفلام الموجة الجديدة التي تأثرت كثيرا بتقنيات وفنيات الرواية الجديدة .
وقد اخرجه الفنان "الابراهيمي"بشكل جميل ومؤثر ومن خلال جمالية الصورة واللقطات السينمائية المتلاحقة والتي تعلقت بحال الفنان في زمن اهمال "المؤسسة" للمثقف والتي تعبر عن فضاضة الواقع الاجتماعي، واندحار الإنسان، وقد مثل هذا الفليم نقله نوعية في المشهد السينمائي لاعتماده على البنى الفكرية للموضوع والتي تشكل رؤيته الفلسفية للمخرج وجاءت متناغمة في أبعادها الدلالية والسيميائية والمرجعية .
وايضا فيلم مملكة الطين وهو فيلم عن مملكة أور الفيلم من إنتاج قناة الاهوار اشراف الأستاذ حسين الهلالي على الفيلم من حيث المادة التاريخية الفيلم كتابة الاستاذ حيدر وسيناريو و إخراج محمد محسن ومدير التصوير احمد الهلالي وتصوير محمد حمد ومساعد مخرج عمار جاسم والمونتاج محمد ألشريفي وصوت ميثم الموسوي والفونوغراف عمار حسن وموسيقى تصويرية سمير كزار وديكور عبد المطلب الملا هذا بالنسبة للكادر التقني أما الكادر التمثيلي فما زال المخرج لم يقع في اختياره على الممثلين .
الفيلم يشرح في طياته حياة السومريون وما كانت تزخر بالحضارة العريقة وطريقة عباداتهم وغزواتهم إلى غيرها من المتعلقات التاريخية.
يقول المخرج محمد محسن الابراهيمي:
تقع على عاتقنا مهمة صعبه حيث أنها إيصال رسالة منذ عدة قرون إلى القرون والأجيال ألحديثه هذا من جهة أما من جهة أخرى تسليط الضوء على مدى أهمية هذه الآثار والحضارة الرافدينية .
خاتمــــة:
تلكم نظرة عامة وموجزة حول فن السنيما ومن يقف خلفها في معهد الفنون الجميلة ومايؤدية الدرس الاكاديمي وكوادره الفنية في الارتقاء الذائقة الفنية والجمالية للطالب والمتلقي عامة من خلال مفهوم الفرجة السينمائية وبأنماط ها المتنوعة والرؤى الاكاديمية المفاهيمية من حيث الرؤية والأسلوب والقالب والاتجاه الفني.
وايضا الحبكة السردية الدرامية في انتظامها وتناسقها وتسلسلها الكرونولوجي تم صياغتها ةترجمتها في قالب تجديدي قائم على الانزياح والتجريب والتشظي ..
Post A Comment: