هل يمكن أن تعوضنا الآلة عن افتقاد المشاعر بيننا وبين من يقاربوننا من البشر؟؟
هل يمكن أن تكون الآلة ممثلة في (الروبوت) بديلا عن الإنسان الذي نفتقده بحياتنا؟؟
هل تمنحنا الآلة الحب الذي لم نصادفه في حياتنا؟!!
ربما تجيب هذه القصة عن هذا.. وربما تجيبون أنتم
خدمة ممتازة
قصة من القصص المترجمة لراجي عنايت
في مجموعته القصصية مغامرة على كوكب الزهرة
احدى مجموعات سلسلة روائع الخيال العلمي
القصة من تأليف الأديب
اسحاق أسيموف
من مجموعته القصصية "أنا روبوت"
كلير زوجة شابة للاري بلمونت.. زوجها مهندس في احدى شركات تصنيع الروبوتات الآلية..
الشركة قامت بابتكار نوع جديد من الروبوتات المنزلية.. أي التي تقيم بالمنزل لأداء الوظائف المنزلية والاهتمام به..
كانت الشركة تحتاج تجربة هذا النموذج في تجربة حقيقية, وعرض لاري أن تستضيف زوجته "توني" الآلي لمدة ثلاثة أسابيع أثناء وجود لاري في مهمة عمل خارج البلاد لصالح الشركة, يحصل بعدها على الترقية التي يحلم بها...
لاري وكلير.. زوجان في مقتبل حياتهما الزوجية.. تزوجا بعد قصة حب جمعت بينهما في الجامعة.. يعيشان بمنزل ممتاز وبمنطقة سكنية مميزة.. لكن حياتهما أصبحت فاترة باردة بلا مشاعر أو حرارة..
لاري يقارن بين كلير وجارتها الحسناء مسز جلاديس.. تلك الفاتنة فكل شيء مرسوم فيها بدقة، ترتدي من الملابس ما يكشف عن الذوق و المهارة.. على درجة من الأناقة لا تحتمل أكثر من نظرة خاطفة.. ذات ابتسامة جذابة.. وعطر يترك أثاره في أعقابها... كل شيء فيها يشير إليك أن اقترب...
كان لاري غاضبًا أن كلير لا تصادقها وتدخل في زمرتها.. لا تستطيع أن تكون مثلها وتتعلم منها.. كان يرى أن جلاديس هي المرأة المناسبة لحياته المستقبلية.. ولإتمام التجربة
أما كلير فكانت ترى أن بساطتها ليست هي ما يبحث عنه لاري في هذه الفترة التي وضع فيها قدماه على سلم الارتقاء الوظيفي والاجتماعي في آن..
وافقت كلير على مضض لمعايشة توني الثلاثة أسابيع علها تنل رضاء لاري، ويعود الأمر كما كان بينهما أيام الجامعة...
#توني.. انسان آلي يشبه البشر تمامًا طويل القامة ذو وجه صغير وفم كبير وشعر داكن..
التقت كلير توني وهي تشعر بانقباض وتوتر.. زاد من توترها عندما نطق مرحبا بها"كيف حالك سيدتي؟"
لم تكن الدكتورة سوزان كالڤن المسئولة عن خط انتاج "توني" من الروبوتات ترى في كلير أكثر من امرأة حمقاء.. لكنها ستؤدي دورها المرسوم خاصة أنها ليست على دراية بعالم الروبوتات.. ستكون التجربة ناجحة كما أتمنى.. هكذا همست سوزان لنفسها...
وبدأت التجربة...
أيقظت كلير طرقات على باب حجرتها في الصباح.. جمدت في مكانها لقد حرصت على تجنب توني بيومه الأول كانت تكتفي بابتسامة مجاملة عندما تلتقيه..
رفعت صوتها تسأل.. أهذا أنت توني؟؟
نعم سيدتي .. هل تسمحين لي بالدخول؟؟ قبل أن تجيب كان توني بالحجرة حاملا صينية الافطار.. بيض مسلوق وشرائح خبز مقدد بزبد ساخن .. والقهوة..
قال توني.. لم أمزج اللبن بالقهوة ورأيت أن كلا منهما على حدة حتى أعرف رغبات سيدتي..
بقيت كلير لا تمد يدها للإفطار.. وتوني واقفا كالحارس .. بادرها هل ترغب سيدتي بتناول الطعام بمفردها .. أجابت كلير: "نعم"
قبل أن ينصرف سألها هل ترغبين بمساعدتك في ارتداء ملابسك.. ذعرت كلير وجذبت الغطاء نحوها وهي تقول "لا بالطبع"..
خرج توني.. واستمتعت هي بالإفطار... فقط ليت جانبًا من آلاته ظاهرا أمامي لكان هذا أبعث على الاطمئنان..
دخلت كلير المطبخ... لتجد أن كل شيء اختلف تمامًا.. أصبح المطبخ لامعًا براقًا كالجديد .. عندما كانت تنصرف كادت أن تصدم بتوني.. شهقت.. فسألها هل يمكن أن يصنع شيئًا!! أجابت متصنعة الغضب لتخفي ذعرها عندما تدخل مكان عليك أن تنبهني بإصدار صوت.. المطبخ جميل العمل كامل..
طلب منها أن تصطحبه لغرفة الاستقبال.. ما كان من أمر المطبخ كان في الغرفة.. سألته: هل قمت بتلميع الأثاث؟ متى.. قال لها أمس طوال الليل.. هل أضئت الأنوار وظللت تعمل طول الليل... لا بل بالأشعة فوق البنفسجية التي تصدر من داخلي..
ما بين وقت وآخر خلال الأسابيع الثلاثة تقاربت كلير مع توني تقاربًا بدا كما لو كان إنسانيًا ..
كان أدبه الجم وصوته المهذب.. الذي اعتبرته باردًا ذات يوم يبعث فيها طاقة للحديث والمشاركة.. صارحته بما يراه فيها زوجها وكيف أنه يرى جلاديس كلاڤري نموذجًا يطلب منها أن تقلده.. ربما أنا زوجة تصنع بيتًا مريحًا لكن ليس مثاليًا .. سأساعدك طلب منها ما يتعلم منه فن تأثيث البيت الداخلي...
استعارت له كتابين من المكتبة العامة... تصفحهما بسرعة شديدة أمامها.. كانت تراقب أصابعه وحركتها المتقنة فلم تستطع منع نفسها من لمس تلك اليد التي تبدو كما لو كانت بشرية.. تناولت كفه.. تحسسته.. وترك هو يده بين يديها شارحًا لها جزء من تكوينه.. تورد وجهها وهي تقول أعتذر إن كنت قد تطفلت على ما بداخلك... أنت لا تتطفل على ما بداخلي.. بادرها لا أمتلك الفضول من ضمن ما أمتلك من صفات.. أعمل في حدودي فقط...
لماذا تنسى أنه آلة.. هل بلغ بها افتقاد الحنان للبحث عنه لدى هذا الإنسان الآلي..
وبعد أيام كان توني قد كون فكرة عما يريد لأجل المنزل.. و لأجل كلير نفسها.. طريقة قص شعرها.. تصفيفه.. نوع المساحيق التي تستعملها.. رسم حاجبيها.. ملابسها.. كل شيء.. ثم طلب من كلير الذهاب إلى الدكتورة سوزان واستلام مبلغ من المال مما رصد للتجربة لشراء ورق الحائط والستائر و ملابس لها وأشياء أخرى..
التقت سوزان بكلير وكأنها تلتقيها للمرة الأولى.. إنها امرأة أخرى .. أصغت إليها ومنحتها شيكًا بالبمبلغ المطلوب...
ارتادت كلير أبواب المتاجر الراقية.. عندما عاملها البائع بتعال.. وطلب مزيدًا من التفاصيل حول النسيج الذي تطلبه اتصلت بمنزلها وقالت له وهي تمد سماعة الهاتف إليه.. اسأل سكرتيري تحول تعالي البائع إلى وقار شديد وهو يستمع لتوني... وبعدما أنهى معه المكالمة وضع السماعة وهو يقول لها تفضلي سيدتي لأقدم لكِ ما تحتاجين..
لكن كلير عاودت طلب منزلها من جديد وقالت لتوني إن ما فعلته له مفعول السحر أنت رائع يا توني وعزيز جدًا..
استدارت لتجد جلاديس كلاڤري خلفها تبادرها لم أكن أعلم أنك تشترين من هذا المتجر.. ثم تابعت أراكِ وقد غيرتي من طريقة تصفيف شعرك جميل.. ولكن اسمحي لي أليس اسم زوجك لاري؟! أجابتها كلير توني صديق زوجي ويساعدني في اختيار بعض المشتروات.. قالت جلاديس بابتسامة دافئة كم هو عزيز جدًا..
كانت كلير تبكي غاضبة.. لقد كنت حمقاء كان عليّ طرحها أرضًا..
سأل توني هل يمكن أن يكره إنسان إنسانًا آخر بهذا القدر.. هذا الجانب من التصرف البشري لا أفهمه..
أجابت كلير من وراء دموعها ليست جلاديس المشكلة بل أنا.. هي كل ما أتمنى أن أكون عليه ولو من الخارج فقط..
أجابها توني.. أمامنا عشرة أيام كاملة وسنفعل هذا سيدتي..
ولمّا لم تفهم كلير مردود هذا عليها قال لها ادعيها لمنزلك هي وكل الجيران ليرون التغيير بالمنزل وبكِ..
لن تأتي ..
بل ستأتي لتسخر منكِ ولكنها لن تنجح في هذا..
ولكن سيكون أنت من انتصر وليس أنا.. لا بل هو أنتِ سيدتي.. لا أحد يعيش بمفرده.. مايراه الناس في جلاديس هو مالديها من مال ووضع اجتماعي... أما أنتِ فرقيقة وصدوقة أنتِ التي أطيعها أنا.. ولا أتصور أن أفعل هذا معها لو هي سيدتي.. وأمسك يديها وهو يقول أنتِ من يفعل كل شيء ولست أنا..
سحبت يدها من بين يديه.. وسارعت إلى الحمام.. وهي لا تستطيع التخلص من تلك الدغدغة الذي تركته أصابعه في كفيها...
مر العمل بوتيرة سريعة.. وقبل أن يوشك على الانتهاء.. في احدى المرات كادت أن تسقط كلير من على السلم فتلقفتها ذراعا توني... لتبقى بين ذراعياه التي احتضنتا جسدها بدفء وقوة وهو يسألها بصوته "الدافئ" هل أصاب أذى سيدتي؟!
تركته وجرت لحجرتها مسرعة وهي تغلقها عليها لبقية اليوم...
وأتى اليوم المنشود.. تغير المنزل.. وتغيرت كلير تمامًا أنيقة جميلة ترتدي من الملابس مالم تكن تتصور أن ترتديه يومًا.. أيامها مع توني مثيرة مفعمة بالحياة..
كان توني قريبًا منها.. قريبًا جدًا.. توني!! ثم بصوت أعلى توني!! ثم بصوت أقرب إلى الصراخ توني!!
كانت ذراعاه تحوطانها.. ووجهه قريبًا من وجهها.. وضغط أحضانه لا يقاوم... ثم وصل إليها صوته وسط ضباب مشاعره المختلطة.. " كلير هناك أشياء عديدة لم أصنع لإدراكها.. ولابد أن ما يجري بيننا أحد هذه الأشياء.. سأترك البيت غدًا، لكنني لا أرغب في هذا.. أشعر داخلي بما هو أكثر من الرغبة في ارضائك.. أليس هذا غريبًا"
أصبح وجهه أكثر اقترابًا .. وكانت شفتاه دافئتين.. بلا أنفاس اقتربت الشفتان حتى كادتا أن تلامسا شفتيها.. ثم رن جرس الباب.. جاهدت أن تنفلت من بين أحضانه... فأفلتها واختفى سريعا... وكان الستار المسدل على زجاج الباب مزاحًا من مكانه.. لقد كان مسدلًا منذ ربع ساعة فقط.. لقد شاهدها الضيوف بين أحضان توني..
أثناء السهرة كانت كلير مرحة منطلقة أكثر ثقة بنفسها تضحك وتتحدث عن توني وكيف ساعدها طيلة أيام غياب لاري.. استشاطت جلاديس غضبًا .. حسدتها هي والجارات على ذاك الوسيم الأنيق..
وضحكت كلير لنفسها سيطلقن الإشاعات ولكن لاري سيضحك منهن.. فهو يعلم حقيقة توني.. فليمتن بغيظهن.. يكفي أن "حبيبي" لي أنا وليس لأي منهن مع ثرائهن وأناقتهن.. ليس لديهن مثله.. تذكرت أن توني ليس إلا مجرد آلة.. فانخرطت في بكاء عميق طوال الليل حتى أتى الصباح وغادر توني..
مرّ لاري على مكتب الدكتور سوزان.. لقد أصبح كبير مهندسي المشروع.. ونال الترقية.. وبيته أصبح لائقًا بمنصبه الجديد..
قال لها ربما يقتني آليا كهذا بمنزله.. لكن.. كلير تغيرت، بها شيء يا دكتور إنها ليست زوجتي التي أعرفها.. صعب أن أشرح..
سألته هل أنت غير راضٍ عن التغيير بها؟! أجاب لا على العكس تمامًا ولكن..
قاطعته سوزان لا تخش شيئا يا لاري.. زوجتك نجحت وطورت من نفسها وأفادتنا كثيرا في التجربة.. إنها تستحق منك تقدير أكثر مما تبديه حاليًا.. انصرف لاري خجلًا .. وهو يتمتم حسنًا مادام الأمر بيننا..
وقالت سوزان لزميلها الباحث بيتر: إنها تجربة صعبة.. هل قرأت تقرير توني؟! قال لها نعم..
لا يمكن أن ننتج روبوتات تنطلق في حب ربات البيوت.. لقد صرخت عندما أخذها بين ذراعيه.. لابد من الغاء هذا النموذج..
حب.. هل تعتقد أن توني أحبّ كلير؟!
لقد كان ملتزمًا بالقانون الأول للروبوتات ولم يتسبب في ضرر للبشر..
كل الضرر كان من لاري بلمونت الذي أشعر زوجته بعدم قدرتها على التكافؤ.. توني لعب الشريك في علاقة عاطفية ليزيد من ثقتها بنفسها...
أخبرني يا بيتر من هي المرأة التي لا تشعر بالفخر لاستطاعتها اشعال العاطفة في آلة باردة؟!
لقد أزال توني الستائر عمدًا كي يراها الجيران بين ذراعيه.. فالزوج لن يتأثر بإشاعات وأقاويل الجيران لأنه يعلم أن توني مجرد آلة..
توني كان ماهرًا بما فيه الكفاية.. لكن هذا النموذج سيعاد بناؤه كلية ليس لفشله.. بل على العكس تمامًا..
- الآلات لا تقع في الحب يا بيتر.. لكن النساء عندما يفتقدن إلى الحب يندفعن إلى أول فرصة حب تصادفهن، مهما كان هذا الحب يائسًا أو غريبًا أو مخيفًا.....
تعقيب على القصة ودلالتها..
ربما يفكر قارئ العمل بشأن المرأة واحتياجها العاطفة وكيف أن افتقادها لهذه العاطفة وما يندرج تحتها من اهتمام قد ينحي بها إلى البحث عنها ولو لدى الآلة...
بغض النظر عن دلالة هذا الأمر واعتباره مؤشر على درجة التوتر في علاقاتنا الإنسانية..
فإنه على الجانب الآخر الأمر الذي يستحق التوقف، هو مصير الآلة والسبب في هذا المصير..
إن الإخلال بقانون من القوانين الثلاثة المنظمة لعلاقة الآلة بالإنسان يعني نهاية التجربة وإعدام الآلة.. ناهيكم عن الخروج أصلًا عن الهدف الذي صممت لأجله...
توني سيتم التخلص منه. لأنه ببساطة أخلّ بالهدف الأساسي منه..
توني "إنسالة" للمساعدة في الأعمال المنزلية...
عندما قام بتنظيف المطبخ أدى وظيفته..
عندما قام بتلميع الأثاث أدى وظيفته..
عندما ساعد كلير في إعادة تجهيز المنزل واختيار الستائر ونسيج الأثاث وورق الحائط أدى وظيفته...
لكن عندما "تأنسن" وقام بمساعدة كلير فيما يخص ثقتها بنفسها وحاول أن يهتم بها ويمنحها الاهتمام الذي افتقدته من زوجها.. عندما ادّعى الحب أو أشعرها به..
هنا أخلّ بواجبات وظيفته وخرج عن نطاقها لذا فشلت التجربة ووجب إعادة بناء النموذج من جديد...
وهذه هي قوانين أسيموف الثلاثة، والتي اعتبرت القوانين المنظمة لعالم صناعة البشر الآليين حتى يومنا هذا، ليس فقط في الروايات أو الأفلام.. إنمّا أيضًا في مجال الصناعة والعلم..
* القانون الأول
يجب ألا يتسبب الإنسالة في حدوث أي أذى للإنسان البشري.
*القانون الثاني
.يجب أن يطيع أوامر الإنسان إلا أن تعارض ذلك مع القانون الأول.
* القانون الثالث
.يجب أن يدافع عن نفسه إلا أن تعارض هذا مع القانونين الأول والثاني...
إنها قوانين الإله، "إله الآليين"، هي إشكالية وضعها أديب الخيال العلمي أسيموف، لتكون قانونًا تأسيسيًا ثابتًا ودائمًا لتنظيم العلاقة بين الآلات والبشر..
وما أصعب الالتزام بها!!
لأن قوانين أسيموف الثلاثة للروبوتات (الإنسالة)
إشكالية بالغة التعقيد والخطورة رغم بساطتها.. لأنها بسيطة للآلات، لا تمثل مشكلة بالنسبة لهم فهمًا والتزامًا.. المشكلة الحقيقية تكمن في البشر وكيفية استغلالهم لتلك القوانين بطرق ملتوية...
في فيلم I Robot، تم طرح هذه الإشكالية من خلال قيام الروبوت بالمفاضلة واختيار إنقاذ حياة شخص على حساب آخر بعدما أنقذ حياة البطل وترك الفتاة الصغيرة، وهذا ما لم يقبله أو يتفهمه البطل وشعر بالذنب، كما شعر بكراهية الروبوتات واختياراتها اللإنسانية بالنسبة له.. فإنقاذ طفلة أهم من إنقاذ رجل، لكن ما فعله الروبوت أنه فكر وفق قوانين عمله الثلاثة، فهو لم يطع البطل لينقذ الطفلة، لأنه كان سيخسرهما معًا.. وهنا اتبع القانون الثاني فلم يطع القانون الأول حتى لا يتسبب في ضرر لإنسان..
إنقاذ حياة واحدة مقابل خسارة حياتين معًا.. منطقيًا بالنسبة للروبوت اختار الأول..
على الجانب الآخر، إن الإنسان بما له من الذكاء والدهاء يستطيع أن يعيد برمجة الروبوت كي يرتكب جريمة ما بمقاييس البشر، لكنها بمقاييس قوانين الروبوتات ليست إلا تنفيذًا لها، ويتبدى ذلك في القانون الثالث.. أن يدافع عن نفسه بما لا يتعارض مع القانونين الأول والثاني.. ولكن إذا وُضِعَ في خيار ما يحمل ظاهريًا إنقاذ حياة إنسان وضمنيًا دفاع الروبوت عن نفسه مع أنه بهذا سيضطر إلى إيذاء شخص آخر فهل سيفعلها!!
نعم، سيفعلها بنفس طريقة قيامه بالمفاضلة واختيار إنقاذ حياة البطل على حساب حياة الطفلة.. لأنه منطقيًا وقتها سيجد من الأسباب المعقولة ما يدفعه لهذه المفاضلة وهذا الاختيار..
نعم القوانين تضمن حماية الإنسان في كل الأحوال!!
لكن
أي إنسان أمام خيار واختيار إنسالة (روبوت) تمت برمجته بحسابات منطقية لا تتعلق بقيم أو معايير أخلاقية!! بل بتنفيذ الأوامر واتباع القوانين المحددة لطبيعة العلاقة ما بين الإنسان والروبوت..
يبقى أمر آخر بالغ التعقيد، ولكنه يحتاج الكثير من البحث والدراسة، ويتلخص في تساؤل هام.. هل يستطيع الإنسالة أن يكون شريرًا!! هل يستطيع بالفعل استخدام كل العمليات المنطقية والحسابية المخزنة بداخله ليسود ويحكم عالم البشر!!
بعيدًا عن الخيال وشطحاته!!
هل يستطيع!!!
ربما سأجيب على هذا التساؤل الذي يحيرني بوقت ما..
وهذا حديث آخر.
______________
Post A Comment: