سألتني نَسْمة ابنتي: ماذا تعلّمتَ من عزلتكَ أبتي؟
أجبتُها:
تعلمتُ من عُزلتي يا ابنتي: أن أنظر إلى نفسي في المرآة من أربع زوايا:
ـ الزاوية الأولى: ـ وَجْها لِوَجْه مع نفسي: حتى أعْرِفَ وِجْهَة خَطْوِي...
سألتني: ـ و هل عرفتَها؟
أجبتها:ـ تعَلَمتُ أنّ المرايا كاذبة لأنها لا تعْكِسُ غيرَ ما أريد أنْ تُظهره: هي انعكاس لصورة لحظة لا تتكرّر.
الزاوية الثانية: ـ أن أنظر وراء ظهري: حتى أتَذَكّرَ مِنْ حَيْثُ أتيتُ.
سألتني: ، و هل تذكّرت؟
أجبتها:ـ أدْرَكْتُ أَنّهُ لوْ كان الخالقُ وجَدَ في العودة إلى الخلف حكمة، لَرَزَقني بعيْنٍ على ظهر رأسي.
الزاوية الثالثة: ـ إلى الأسفل: حتى لا تطأ قدمي أحد.
سأتلتني: ـ و ماذا تعلَمتَ؟
أجبتها: ـ تساءَلتُ: و منْ قال إني أتواجد في الأعلى؟... أوَ لا أكون تحتَ وطأة أقدام غيري؟... أين المعادلة؟
الزاوية الرابعة: ـ إلى يميني و يساري: حتى أرى مَنْ يرافقني أيام المِحَن.
سألتني: ـ و هل وجدتَ غيري؟
أجبتها: ـ مَن يُرافقُ مَنْ؟ هو السؤال... الحياة مصالح؛ فإذا انتهت مصلحة غيرك معك أو فيك، تركك... قانون غاب مُتحَضّر !
و سألتني ابنتي نَسْمة... عن: المستقبل،
قالت: ـ ما لوْنُ المستقبل أبتي.. أما رغِبَ فيه المَرءُ، و اشتهى؟
أجبتُها: ـ كما لغة الأقدار في عِلْم الرب:ّ هو الغد... حدثَ و انتهى.
سألتْ: ـ فلِمَ إذن نَصْلَى جحيم الكدّ لتحصيل رسائل أولي النُّهى؟
أجبتًها: ـ أَ نَسمة ابنتي، في سرّ الخلق لكِ ما عليك و للحياة ما لها.
سألت: ـ هلْ لي بآلة الزمن، أطير إلى حيث البدء و إلى حيث المنتهى؟
أجبتها: ـ هي قصة عبور كبير ابنتي، لا جسر له في خيال أو أساطير آلهة.
سألت:
ـ هل لي بدمية أخبرُها قصصا لا يفهمها الكبار و لا عنها العِلْم نَهى؟
أجبتُها: ـ و علّمتُكِ ما عرفت... و لا أعلمُ نسمة ابنتي كما آدم الأسماء كلّها.
سألتْ:ـ هل ستموت يوما و تتركني لسعير الفقد وحدي، بدونك، الحياة، أبغي زوالها؟
و سألتْ... و سألتْ... و سألتْ...
أغلقْتُ باب مرآتي... و... غفوت.
Post A Comment: